عقوبة غسيل الاموال

ما هي عقوبة غسيل الاموال في السعودية​ وطرق مكافحتها

تعد عقوبة غسيل الاموال في السعودية من أشد العقوبات القانونية التي تهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني والمجتمع من الجرائم المالية التي تضر باستقراره وأمنه. فغسيل الأموال هو جريمة خطيرة تعني تحويل الأموال المكتسبة بطرق غير شرعية إلى أموال ذات مظهر شرعي من خلال عمليات معقدة تهدف إلى إخفاء مصدرها الحقيقي. ونظرًا لتأثيرها السلبي الكبير على الاقتصاد والمجتمع، وضعت المملكة قوانين صارمة وإجراءات رقابية مشددة لمكافحة هذه الجريمة وضمان الحفاظ على نزاهة النظام المالي.

ولمزيد من التفاصيل حول الأنظمة القانونية المتعلقة بغسيل الأموال في المملكة، وأهمية الالتزام بالقوانين لتجنب التعرض للعقوبات الصارمة، يمكنكم زيارة الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة، الذي تقدم خدمات قانونية احترافية واستشارات متخصصة لضمان تحقيق العدالة والدفاع عن الحقوق.

ما المقصود بجريمة غسيل الأموال  عقوبة غسيل الاموال

غسيل الأموال يُشير إلى عملية معقدة تهدف إلى تحويل الأموال الناتجة عن أنشطة غير قانونية إلى أموال ذات مظهر قانوني، بحيث تبدو وكأنها مكتسبة بطرق مشروعة. تتسم هذه العملية بكونها متعددة المراحل، تبدأ بإدخال الأموال غير القانونية في النظام المالي، ثم تمر بمرحلة معقدة تتضمن إعادة توزيعها عبر معاملات مالية متعددة لإخفاء المصدر الحقيقي، وتنتهي بدمجها ضمن الاقتصاد ليتم استخدامها دون إثارة الشكوك.

الحالات التي يُعتبر فيها الشخص مرتكباً لجريمة غسل الأموال في السعودية

يُعتبر الشخص مرتكباً لجريمة غسل الأموال وفق النظام السعودي إذا قام بأي من الأفعال التالية:

  • تحويل الأموال أو نقلها أو إجراء عمليات عليها مع العلم بأن هذه الأموال ناتجة عن جريمة، بهدف إخفاء المصدر غير المشروع لتلك الأموال أو تمويهه، أو لمساعدة أي شخص متورط في الجريمة الأصلية التي أُكتسبت منها الأموال للإفلات من العقاب.
  • اكتساب الأموال أو حيازتها أو استخدامها مع إدراكه أنها ناتجة عن جريمة أو مصدر غير قانوني.
  • إخفاء أو تمويه طبيعة الأموال أو مصدرها أو حركتها أو ملكيتها أو موقعها أو طريقة التصرف بها أو الحقوق المرتبطة بها، مع العلم بأنها ناتجة عن جريمة.
  • الشروع أو الاشتراك في ارتكاب أي من الأفعال المذكورة أعلاه، سواء كان ذلك من خلال الاتفاق، أو التحريض، أو تقديم المساعدة، أو النصيحة، أو التوجيه، أو التسهيل، أو التستر، أو التآمر.

لمزيد من المعلومات القانونية الدقيقة والاستشارات المتخصصة حول قضايا غسل الأموال، يُمكنكم زيارة الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة للحصول على أفضل الخدمات القانونية.

العقوبات الصارمة لجريمة غسل الأموال في السعودية

تُطبق المملكة العربية السعودية عقوبات شديدة على مرتكبي جرائم غسل الأموال، وذلك استناداً إلى نظام مكافحة غسل الأموال، حيث تتفاوت العقوبات بناءً على طبيعة الجريمة وظروفها:

العقوبة الأساسية: وفقاً لنص المادة (26)، يُعاقب مرتكب جريمة غسل الأموال بالسجن مدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز عشر سنوات، أو بغرامة مالية تصل إلى خمسة ملايين ريال، أو بكلتا العقوبتين معًا.

العقوبة المشددة: كما تنص المادة (27) على أن مرتكب الجريمة يُعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تتجاوز خمس عشرة سنة، أو بغرامة مالية تصل إلى سبعة ملايين ريال، أو بكلتا العقوبتين، إذا اقترنت الجريمة بأي من الحالات التالية:

  • تنفيذها ضمن جماعة إجرامية منظمة.
  • استخدام العنف أو الأسلحة أثناء ارتكاب الجريمة.
  • ارتباط الجريمة بوظيفة عامة، أو استغلال السلطة والنفوذ.
  • ارتباطها بجرائم خطيرة مثل الاتجار بالبشر.
  • استغلال القُصّر أو من في حكمهم.
  • ارتكابها داخل مؤسسات إصلاحية أو تعليمية أو خيرية، أو في مرافق تقدم خدمات اجتماعية.
  • وجود أحكام سابقة محلية أو دولية تُدين الجاني بجرائم مشابهة.

تُظهر هذه العقوبات التزام المملكة بحماية نظامها المالي ومحاربة كافة أشكال الجرائم المالية. للحصول على استشارات قانونية متخصصة في قضايا غسل الأموال، يُمكنكم زيارة الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة، حيث تجدون الخبرة القانونية التي تلبي احتياجاتكم.

شروط تخفيف عقوبة جريمة غسل الأموال في السعودية

وفقًا لنظام مكافحة غسل الأموال في السعودية، يمكن تخفيف العقوبة عن مرتكب الجريمة إذا بادر بالإبلاغ عن أطراف آخرين متورطين في الجريمة، بشرط أن يتم الإبلاغ قبل أن تعلم السلطات بها، وأن يسهم هذا الإبلاغ في ضبط المتورطين الآخرين أو الأموال والمتحصلات الناتجة عن الجريمة.

في هذه الحالة، يجوز تقليل العقوبة إلى السجن لمدة لا تقل عن سنة ولا تتجاوز سبع سنوات، أو فرض غرامة مالية لا تزيد عن ثلاثة ملايين ريال سعودي، أو تطبيق كلتا العقوبتين. ويشترط أن تقدم الجاني معلومات جوهرية لم يكن بالإمكان الحصول عليها بطرق أخرى، بما تساعد الجهات المختصة في تحديد المتورطين، ملاحقتهم قضائيًا، منع الجماعات الإجرامية المنظمة من الاستفادة من الأموال غير المشروعة، الحد من جرائم غسل الأموال، وتقليل آثارها.

تأتي هذه الأحكام استنادًا إلى المادتين (29) و(30) من نظام مكافحة غسل الأموال السعودي، مما يبرز اهتمام المملكة بتشجيع التعاون مع الجهات القانونية لتفكيك شبكات غسل الأموال ومكافحة الجرائم المالية بشكل فعّال

عقوبة غسيل الاموال في السعودية للاجانب عقوبة غسيل الاموال

تُطبق المملكة العربية السعودية عقوبات صارمة على الأجانب المدانين بارتكاب جريمة غسل الأموال، وتتضمن هذه العقوبات ما يلي:

  • السجن: تتراوح مدة السجن بين سنتين وعشر سنوات، بحسب جسامة الجريمة والظروف المحيطة بها.
  • الغرامة المالية: قد تُفرض على الأجنبي المُدان بجريمة غسل الأموال غرامة تصل إلى خمسة ملايين ريال سعودي، كإجراء تأديبي إضافي يهدف إلى ردع الجرائم المالية.
  • الترحيل النهائي: إلى جانب عقوبتي السجن والغرامة، يُرحّل الأجنبي المدان من المملكة بشكل نهائي بعد تنفيذ العقوبة، كإجراء يحافظ على استقرار النظام المالي والأمني داخل المملكة.

تُظهر هذه العقوبات التزام السعودية بتطبيق العدالة على الجميع دون استثناء، وبذل جهود حثيثة لمكافحة الجرائم المالية وحماية الاقتصاد الوطني.

في المدينة المنورة، يحتاج الأفراد والشركات إلى محامين يمكنهم التعامل مع القضايا العامة بكفاءة واحترافية. محامي قضايا عامة في المدينة من مجموعة المحامي سعد الغضيان تقدم خدمات قانونية متنوعة تشمل تقديم الاستشارات، الترافع أمام المحاكم، والعمل على حل النزاعات بطريقة ودية أو قضائية. تعتمد المجموعة على فريق من المحامين المتمرسين لضمان أفضل النتائج للعملاء.

أبرز الأساليب المستخدمة في غسل الأموال في السعودية

تتنوع الأساليب والطرق التي يلجأ إليها مرتكبو جريمة غسل الأموال في المملكة العربية السعودية لإخفاء المصادر غير المشروعة للأموال، ومن أبرزها:

  • تحزيز العمليات المصرفية: تقسيم مبالغ كبيرة من الأموال إلى معاملات صغيرة متعددة موزعة على العديد من الحسابات البنكية لتجنب الرقابة.
  • الاستثمار في السلع الثمينة: مثل شراء الأحجار الكريمة والذهب لإخفاء الأموال غير المشروعة.
  • الاستثمار في الأصول العقارية: استخدام العقارات كوسيلة لتحويل الأموال غير القانونية إلى أموال ذات مظهر مشروع.
  • التزوير والمقامرة: اعتماد أساليب التزوير أو القمار كطرق لتبييض الأموال وإخفاء مصادرها الحقيقية.
  • المزادات والمبيعات عبر الإنترنت: استغلال المنصات الرقمية لتنفيذ عمليات غسل الأموال بشكل يصعب تتبعه.
  • إنشاء شركات وهمية: تأسيس شركات غير حقيقية لتدوير الأموال غير المشروعة عبر نشاطات مزيفة.
  • الدفع الإلكتروني المجهول: استخدام أساليب دفع عبر الإنترنت يصعب تتبعها، مثل المحافظ الرقمية المجهولة.
  • العملات الافتراضية: الاعتماد على العملات الرقمية لإجراء معاملات مالية تُخفي المصدر غير المشروع للأموال.
  • مواقع الألعاب الافتراضية: تحويل الأموال غير القانونية إلى عملة ألعاب داخل المواقع الافتراضية، ومن ثم تحويلها مجددًا إلى أموال شرعية يصعب تتبعها.

هذه الأساليب تمثل تحديًا كبيرًا للجهات المعنية بمكافحة غسل الأموال، وتؤكد أهمية تطبيق الأنظمة الرقابية الصارمة للحد من هذه الجرائم المالية وحماية الاقتصاد الوطني.

اللائحة التنفيذية لنظام مكافحة غسل الأموال 

صدر نظام مكافحة غسل الأموال في المملكة العربية السعودية كجزء من الجهود الرامية لمكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وتُعتبر اللائحة التنفيذية لنظام مكافحة غسل الأموال المرجع الذي يُفصّل أحكام النظام ويوضح آليات تطبيقه لضمان الالتزام الصارم بها.

تعريف الأشخاص الملزمين:

حددت اللائحة الفئات المُلزمة بتطبيق أحكام نظام مكافحة غسل الأموال، وتشمل:

  • المؤسسات المالية: مثل البنوك، وشركات الصرافة، والتأمين، والاستثمار.
  • الأعمال والمهن غير المالية المحددة: مثل المحامين، والمحاسبين، وتجار الذهب والمجوهرات، وتجار العقارات.
  • المنظمات غير الربحية: مثل الجمعيات الخيرية والمؤسسات الدينية.

برامج مكافحة غسل الأموال:

ألزمت اللائحة الأشخاص الملزمين بوضع برامج شاملة تشمل:

  • تقييم المخاطر: تحديد مدى تعرض المؤسسة أو المهنة لخطر غسل الأموال.
  • إجراءات التعرف على العملاء: التحقق من هوية العملاء عند فتح الحسابات أو إجراء المعاملات المالية.
  • الإبلاغ عن المعاملات المشبوهة: رفع تقارير إلى الإدارة العامة للتحريات المالية عن أي نشاط مالي يثير الشبهات.
  • حفظ السجلات: الاحتفاظ بسجلات دقيقة لجميع العمليات والمعلومات لفترة زمنية محددة وفق النظام.
  • التدريب: تدريب الموظفين على آليات مكافحة غسل الأموال وأحكام النظام لضمان الجاهزية.

العقوبات:

فرضت اللائحة عقوبات صارمة على الأشخاص الملزمين في حالة مخالفة أحكام النظام أو التقاعس عن تطبيق الإجراءات المطلوبة.

أركان جريمة غسيل الأموال في النظام السعودي  عقوبة غسيل الاموال

تُحدد المادة الثانية من نظام مكافحة غسل الأموال الصادر بمرسوم ملكي رقم (م/20) بتاريخ 5/2/1439هـ ثلاثة أركان أساسية لقيام جريمة غسل الأموال في المملكة، والتي يجب أن تتحقق معًا لتُعتبر الجريمة مكتملة. وهذه الأركان هي:

الركن الأول: المال المتحصل من جريمة

يتمثل هذا الركن في الأموال التي تم الحصول عليها نتيجة ارتكاب أي من الجرائم المنصوص عليها في نظام مكافحة غسل الأموال أو القوانين الأخرى، سواء كانت الجريمة وقعت داخل المملكة أو خارجها.

شروط تحقق الركن الأول:

  • أن تكون الأموال قد تم الحصول عليها من جريمة يعاقب عليها القانون.
  • أن يكون الحصول على المال قد تم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
  • أن يؤدي استخدام المال أو التصرف فيه إلى إخفاء مصدره غير المشروع أو تمويهه.

أمثلة على الجرائم التي تؤدي إلى غسل الأموال:

  • جرائم المخدرات: مثل الاتجار أو تصنيع المخدرات.
  • السرقة: سواء سرقة الأموال أو الممتلكات أو اختلاسها.
  • الاحتيال: التجاري أو الإلكتروني.
  • الرشوة: تقديمها أو قبولها.
  • التهرب الضريبي: الامتناع عن دفع الضرائب المستحقة.
  • الاتجار بالأعضاء البشرية: شراء أو بيع الأعضاء.
  • الإرهاب: تمويل الأنشطة الإرهابية.

الركن الثاني: الأفعال المكونة لجريمة غسل الأموال

يشمل هذا الركن الأفعال التي يقوم بها الجاني بهدف إخفاء المصدر غير المشروع للأموال أو تمويهه، أو مساعدة المتورط في الجريمة الأصلية على الإفلات من العقوبة.

أمثلة على هذه الأفعال:

  • تحويل الأموال أو نقلها أو إجراء معاملات مالية بها.
  • إيداع الأموال في حسابات مصرفية أو استثمارها في سندات وأوراق مالية.
  • شراء عقارات أو أصول بقصد التمويه.
  • تأسيس شركات أو مشاريع وهمية.
  • استخدام الأموال في المقامرة أو الألعاب.

الركن الثالث: القصد الجنائي

يتمثل في علم الجاني بأن الأموال التي يتعامل معها تم الحصول عليها من جريمة، وأنه يمارس أحد الأفعال المكونة لجريمة غسل الأموال بهدف:

  • إخفاء المصدر غير المشروع للأموال.
  • تمويه طبيعة الأموال أو ملكيتها.
  • مساعدة مرتكب الجريمة الأصلية على الهروب من العقاب.

في الختام، يمكن القول إن عقوبة غسيل الاموال في السعودية تمثل رادعًا قويًا لكل من يحاول الإضرار بالاقتصاد الوطني أو التلاعب بالنظام المالي في المملكة. إن التشريعات السعودية الصارمة والإجراءات الرقابية الدقيقة تعكس التزام الدولة بحماية مصالح المواطنين ومكافحة الجرائم المالية بكافة أشكالها. ولمن يواجهون أي قضايا قانونية متعلقة بهذا الشأن أو يحتاجون إلى استشارات قانونية متخصصة، يمكنكم الاعتماد على الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة، حيث ستجدون فريقًا من الخبراء القانونيين مستعدين لتقديم الدعم اللازم وضمان حقوقكم ضمن الإطار القانوني العادل.