شروط قبول الاستئناف

ما هي شروط قبول الاستئناف في السعودية | دليل شامل

الاستئناف هو أحد الحقوق الأساسية التي تضمن تحقيق العدالة، ولكنه لا يُقبل عشوائيًا، بل تحكمه شروط صارمة لا بد من توفرها لضمان نظر الدعوى من جديد أمام محكمة أعلى. شروط قبول الاستئناف تتمثل في مجموعة من المعايير التي يحددها القانون، مثل وجود مصلحة قانونية للطاعن، وتقديم الاستئناف في المواعيد المحددة، وأن يكون الحكم المستأنف قابلاً للطعن. الإخلال بأي من هذه الشروط قد يؤدي إلى رفض الدعوى شكلًا قبل الخوض في موضوعها، ما يجعل الالتزام بهذه المتطلبات أمرًا حاسمًا لكل من يسعى إلى إعادة النظر في حكم قضائي.

من خلال الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة، يمكنكم الاطلاع على التفاصيل القانونية الدقيقة الخاصة بشروط وإجراءات الاستئناف، حيث يتطلب تقديم الطعن صياغة قانونية دقيقة وحججًا قوية تدعم موقف المستأنِف. ولذلك، فإن اللجوء إلى محامٍ مختص تضمن تقديم الاستئناف وفق القواعد النظامية، مما يزيد من فرص قبوله وإعادة النظر في الحكم الصادر.

الاستئناف بعد صدور الحكم شروط قبول الاستئناف

الاستئناف، في معناه اللغوي، يشير إلى الاستمرار في الأمر واستئنافه من جديد، أما في السياق القانوني، فهو إجراء يتيح للطرف غير الراضي عن الحكم الصادر من المحكمة الابتدائية الاعتراض عليه والمطالبة بمراجعته أمام محكمة أعلى. ويُقدَّم هذا الطعن عبر مذكرة استئنافية تبرر أسباب الاعتراض، مما يمنح فرصة لإعادة النظر في القضية وفقًا للأصول القانونية المعتمدة.

إن الاستعانة بجهة قانونية موثوقة مثل الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة يمنحك فرصة أقوى لتقديم استئناف متكامل من الناحية القانونية، مما يعزز فرص تحقيق العدالة واستعادة الحقوق.

أنواع الاستئناف

ينقسم الاستئناف إلى نوعين رئيسيين، الاستئناف مرافعةً والاستئناف تدقيقًا، ويختلف كل منهما في إجراءات نظر الدعوى وآلية التعامل مع الاعتراضات على الأحكام القضائية.

الاستئناف مرافعةً

في هذا النوع، تُعقد جلسة أو أكثر أمام محكمة الاستئناف، حيث يتم مناقشة اللائحة الاعتراضية بشكل تفصيلي. قد يشمل ذلك استجواب الأطراف، طلب بينات إضافية، أو حتى الاستعانة بالخبراء عند الحاجة. في بعض الحالات، قد تكتفي المحكمة بمراجعة الاعتراض المرفوع إلكترونيًا عبر النظام، وتتأكد من عدم وجود ملاحظات إضافية من المعترض، ثم تصدر حكمها مباشرة، لينتهي بذلك الاستئناف بالنطق بالحكم.

الاستئناف تدقيقًا

أما الاستئناف تدقيقًا، فيتم دون جلسات مرافعة، حيث يُرفع الاعتراض إلكترونيًا عبر “ناجز”، لتقوم محكمة الاستئناف بمراجعة الحكم الصادر من المحكمة الابتدائية. بناءً على المراجعة، قد تصادق المحكمة على الحكم، أو تعيده إلى الدائرة الابتدائية مرفقًا بملاحظات قانونية. في حال وجود تعديلات، يقوم القاضي بتعديل الحكم ثم إعادته إلى محكمة الاستئناف لاعتماده والمصادقة عليه بشكل نهائي.

التمييز بين النوعين تعد أمرًا جوهريًا لفهم كيفية تقديم الطعون والاستعداد لها بشكل صحيح، لضمان تحقيق العدالة والحصول على فرصة قانونية قوية للطعن في الأحكام القضائية.

اختصاص محاكم الاستئناف

تختص محاكم الاستئناف بالنظر في الأحكام القابلة للطعن الصادرة عن محاكم الدرجة الأولى، حيث يتم إعادة فحص القضايا بناءً على اللوائح الاعتراضية المقدمة من الخصوم، وفقًا للإجراءات المنصوص عليها في نظام المرافعات الشرعية ونظام الإجراءات الجزائية. وتقوم المحكمة بإصدار حكمها بعد دراسة القضية وسماع دفوع الأطراف، مما تضمن تحقيق العدالة وإعادة التقييم القضائي للأحكام.

طلبات التماس إعادة النظر في الأحكام الصادرة عن محاكم الاستئناف

يمكن تقديم طلب إعادة النظر في الأحكام النهائية الصادرة عن محكمة الاستئناف في حالات معينة، أبرزها:

  • ثبوت التزوير: إذا ثبت بعد صدور الحكم أن المستندات التي استند إليها كانت مزورة، أو أن الشهادة التي بُنِيَ عليها القرار كانت شهادة زور بموجب قرار من الجهة المختصة.
  • اكتشاف أدلة جديدة: في حال حصول الملتمس على مستندات قاطعة في القضية لم يتمكن من تقديمها قبل صدور الحكم.
  • وجود غش أو تدليس: إذا وقع من الخصم غش أو تضليل قانوني أثّر بشكل مباشر في الحكم الصادر.
  • تجاوز الطلبات المطروحة: إذا قضى الحكم بشيء لم يطلبه الخصوم أو حكم بأكثر مما ورد في الطلبات.
  • تناقض منطوق الحكم: في حال وجود تعارض بين أجزاء الحكم الصادر.
  • الأحكام الغيابية: يحق للمتضرر من حكم غيابي تقديم التماس لإعادة النظر فيه.
  • التمثيل غير الصحيح: إذا صدر الحكم على شخص لم يكن ممثلًا قانونيًا بشكل صحيح أثناء نظر الدعوى.
  • الأحكام التي تمس حقوق الغير: يحق لكل من لم يكن طرفًا في القضية، ولكن صدر الحكم بحقه أو أثّر عليه، تقديم التماس لإعادة النظر في الحكم النهائي.

محاكم الاستئناف تمثل حلقة مهمة في تحقيق العدالة، حيث تتيح للأطراف غير الراضين عن الأحكام فرصة للطعن وفقًا لمعايير قانونية دقيقة، مما يعزز نزاهة النظام القضائي وشفافيته.

موعد بدء احتساب مدة الاستئناف

تُحدد مدة الاستئناف وفقًا لما ورد في المادة السابعة من اللائحة، حيث تُمنح الأطراف حق الطعن في الأحكام خلال ثلاثين يومًا، تبدأ من اليوم التالي لتاريخ إصدار صك الحكم، أو من اليوم التالي للموعد المحدد لتسليم صورة الحكم للمحكوم عليه.

الإجراءات الخاصة بالمحكوم عليهم الموقوفين أو السجناء

في حالة المحكوم عليه المسجون أو الموقوف، تتحمل الجهة المختصة مسؤولية إحضاره إلى المحكمة خلال الفترة المحددة، لتمكينه من تسلم صورة صك الحكم، وكذلك إحضاره لتقديم اعتراضه في الوقت القانوني المحدد.

الأحكام التي تُرفع تلقائيًا إلى محكمة الاستئناف

إذا كان الحكم الصادر يتضمن عقوبات كالقتل، أو الرجم، أو القطع، أو القصاص في النفس أو فيما دونها، فإنه يتم رفعه مباشرة إلى محكمة الاستئناف لتدقيقه، حتى في حالة عدم تقديم أي من الخصوم طلب استئناف.

تحديد موعد بدء الاستئناف بدقة يُعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث يؤدي تجاوز المدة المحددة إلى سقوط الحق في الطعن، مما يجعل الامتثال للإجراءات الزمنية ضرورة لا يمكن إغفالها.

شروط الطعن على الحكم بالاستئناف

لضمان قبول الطعن بالاستئناف، يجب أن تتوافر مجموعة من الشروط النظامية التي تحدد أهلية الطاعن وصلاحية الحكم للاستئناف. وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:

  • وجود مصلحة للطاعن لا يُقبل الطعن إلا إذا كان للطاعن مصلحة قانونية مباشرة في الاعتراض على الحكم، بحيث يكون الحكم المطعون فيه قد أضر بحقوقه أو مس مصالحه.
  • توافر الصفة القانونية للطرفين يجب أن يكون كل من الطاعن (المستأنِف) والمطعون ضده (المستأنَف ضده) أصحاب صفة قانونية معترف بها في النزاع، وإلا يُرفض الطعن شكلاً.
  • عدم قبول الطاعن للحكم لا يجوز للمستأنف الطعن على حكم سبق أن قبله صراحة أو ضمنيًا، إذ إن القبول بالحكم يسقط حق الطعن عليه قانونيًا.
  • تقديم الطعن خلال المهلة القانونية يجب تقديم طلب الاستئناف ضمن المهلة المحددة قانونيًا، حيث يؤدي تجاوز هذه المدة إلى سقوط الحق في الطعن.
  • قابلية الحكم للاستئناف يشترط أن يكون الحكم المطعون فيه صادرًا عن محكمة الدرجة الأولى، وأن يكون من الأحكام التي يجيزها النظام للاستئناف، حيث لا يجوز الطعن على الأحكام غير القابلة للاستئناف.

الالتزام بهذه الشروط تضمن النظر في الطعن من قبل محكمة الاستئناف، مما يمنح المستأنف فرصة قانونية لإعادة النظر في الحكم الصادر وفقًا للإجراءات النظامية المعتمدة.

تصديق الحكم من محكمة الاستئناف

تصديق الحكم من محكمة الاستئناف يعني أن المحكمة قامت بمراجعة ملف القضية بالكامل، واطلعت على لائحة الاستئناف المقدمة من المعترض، وقامت بتقييم جميع الجوانب القانونية المرتبطة بالحكم المطعون فيه. وبعد دراسة القضية، إذا رأت محكمة الاستئناف أن الحكم الصادر عن محكمة الدرجة الأولى قد استند إلى أسس قانونية سليمة، وتم اتخاذه وفقًا للأصول القضائية، وأنه لم يتضمن أي أخطاء جوهرية تؤثر على العدالة، فإنها تقرر تأييد الحكم وعدم تعديله أو إلغائه.

وبذلك، يكون المستأنِف قد استنفد فرصته القانونية للطعن على الحكم، حيث لم يتمكن من إقناع محكمة الاستئناف بوجود أخطاء تستدعي تعديله أو تغييره بما يتماشى مع طلباته.

ما بعد حكم الاستئناف

بعد صدور حكم محكمة الاستئناف، لا يُعد الطعن عليه مستحيلًا، لكنه يأخذ مسارًا قانونيًا مختلفًا في المملكة العربية السعودية، حيث يكون الاعتراض أمام المحكمة العليا. ومع ذلك، فإن المحكمة العليا ليست درجة تقاضٍ جديدة، ولا تملك صلاحية إعادة النظر في وقائع القضية أو إصدار حكم مغاير لما صدر عن محكمة الاستئناف.

الطعن أمام المحكمة العليا لا يُعتبر استئنافًا جديدًا، بل هو إجراء يُستخدم للتأكد من أن الحكم الصادر متوافق مع الأنظمة والتشريعات المعتمدة في المملكة، وأنه لم يخالف أحكام الشريعة الإسلامية أو المبادئ القانونية الأساسية. لذا، فإن هذا النوع من الطعن لا يهدف إلى إعادة المحاكمة، بل إلى ضمان صحة تطبيق القوانين على القضية المطروحة.

ما هي الأحكام القابلة للاستئناف؟  شروط قبول الاستئناف

في النظام القانوني السعودي، لا تُقبل جميع الأحكام للاستئناف، لذلك يجب على المستأنِف التأكد من أن الحكم المطعون فيه يُصنف ضمن الأحكام القابلة للاستئناف. وفقًا لشروط قبول الاستئناف، يشترط أن يكون الحكم صادرًا عن محكمة الدرجة الأولى، وألا يكون قد اكتسب صفة القطعية، أي لم يصبح نهائيًا بعد.

الأحكام التي يمكن استئنافها

تشمل الأحكام القابلة للطعن الأحكام الصادرة عن محاكم الدرجة الأولى في القضايا:

  • المدنية
  • التجارية
  • الجنائية
  • الأحوال الشخصية

ويُشترط أن يكون الحكم المطعون فيه قد ألحق ضررًا مباشرًا بالمستأنِف أو مسّ بمصلحته القانونية، حيث لا يُقبل الطعن إلا إذا كان للمستأنف مصلحة حقيقية في الاعتراض.

الأحكام غير القابلة للاستئناف

بعض الأحكام تصدر بطبيعتها غير قابلة للاستئناف، مثل:

  • الأحكام الصادرة عن محاكم الاستئناف نفسها.
  • الأحكام النهائية الصادرة عن المحكمة العليا.

في مثل هذه الحالات، لا يكون هناك مجال للطعن بالاستئناف إلا إذا كان النظام يجيز ذلك في ظروف استثنائية محددة، كحالات الخطأ الجوهري في تطبيق القانون أو مخالفة المبادئ الشرعية والقضائية.

لذلك، قبل تقديم الطعن، يجب التأكد من أن الحكم يقع ضمن نطاق الأحكام القابلة للاستئناف، لضمان النظر فيه وعدم رفضه شكلاً.

شروط قبول الاستئناف شكلاً

تُعد الشروط الشكلية عنصرًا جوهريًا لضمان قبول الاستئناف واستمرارية النظر فيه، حيث ترتبط هذه الشروط بالمتطلبات الإجرائية والتنظيمية التي يجب استيفاؤها عند تقديم طلب الطعن. ومن أبرز هذه الشروط:

تقديم الاستئناف خلال المهلة القانونية

  • يجب تقديم طلب الطعن خلال الفترة الزمنية المحددة بعد صدور الحكم، والتي تختلف وفقًا لنوع القضية، لكنها غالبًا لا تتجاوز ثلاثين يومًا في معظم الحالات.

استيفاء البيانات الأساسية

يُشترط أن يحتوي طلب الاستئناف على جميع المعلومات الضرورية لضمان وضوح الطعن، ومنها:

  • أسماء الأطراف (المستأنف والمستأنف ضده).
  • المحكمة التي أصدرت الحكم الابتدائي.
  • تاريخ ورقم الحكم المطعون فيه.
  • أسباب الطعن التي يستند إليها المستأنف للطعن على الحكم.

التوقيع الرسمي

يجب أن يكون طلب الاستئناف موقعًا من قبل المستأنف نفسه أو من يمثله قانونيًا لضمان صحة الإجراء.

سداد الرسوم القضائية

يجب دفع الرسوم المقررة قانونًا عند تقديم طلب الاستئناف، إلا في الحالات التي ينص فيها القانون على إعفاء المستأنف من هذه الرسوم.

الالتزام بهذه الشروط الشكلية تضمن عدم رفض الطعن شكلاً، مما يمنح المستأنف الفرصة الكاملة لإعادة النظر في الحكم الصادر عن محكمة الدرجة الأولى وفقًا للأصول القانونية المعتمدة.

أسباب رفض الاستئناف شكلاً

لا يُقبل الاستئناف بشكل تلقائي، بل يجب استيفاء الشروط الشكلية المحددة قانونًا. وفي حال الإخلال بهذه الشروط، يتم رفض الاستئناف شكلاً دون النظر في موضوع الدعوى. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى رفض الطعن شكلاً:

1- انعدام المصلحة في الاستئناف

يُشترط أن يكون للطاعن مصلحة حقيقية ومباشرة في الطعن على الحكم، فإذا لم تتوفر هذه المصلحة، يُرفض الاستئناف شكلاً.

2- التأخر في تقديم الطعن

يجب الالتزام بالمهلة القانونية المحددة للاستئناف، وفي حال تقديم الطعن بعد انتهاء المهلة، يتم رفضه تلقائيًا دون النظر في مضمونه.

3- عدم توفر الصفة القانونية للطرفين

يُشترط أن يكون كل من الطاعن (المستأنِف) والمطعون ضده (المستأنَف ضده) أصحاب صفة قانونية واضحة في النزاع، وإلا يتم رفض الطعن.

4- قبول الحكم بشكل صريح أو ضمني

إذا قام الطاعن بقبول الحكم الصادر سواء بشكل صريح أو ضمني، فلا يحق له الطعن عليه، وبالتالي يُرفض الاستئناف.

5- عدم قابلية الحكم للاستئناف

لا يمكن الطعن بالاستئناف إلا على الأحكام الصادرة عن محاكم الدرجة الأولى والتي يجيز النظام استئنافها. فإذا كان الحكم غير مشمول ضمن الأحكام القابلة للاستئناف، يتم رفض الطعن شكلاً.

الالتزام بالشروط الشكلية أمر أساسي لضمان قبول الاستئناف، حيث إن أي خلل في هذه الجوانب يؤدي إلى رفض الطعن مباشرة، مما يحول دون إعادة النظر في القضية أمام محكمة الاستئناف.

مفهوم “محكوم بها ولم تكتسب القطعية”

تشير عبارة “محكوم بها ولم تكتسب القطعية” إلى الأحكام القضائية التي صدرت لكنها لم تصبح نهائية بعد، مما يعني أن لا يزال هناك مجال للطعن عليها عبر الاستئناف.

طالما أن الحكم لم يكتسب صفة القطعية، يحق للمستأنف تقديم اعتراض خلال المهلة القانونية المحددة، قبل أن يصبح الحكم نهائيًا وغير قابل للاستئناف. بمجرد انتهاء هذه المهلة دون تقديم الطعن، يكتسب الحكم الصفة القطعية، مما يعني أنه لم تعد بالإمكان الاعتراض عليه بأي وسيلة من وسائل الطعن العادية.

إن فهم شروط قبول الاستئناف هو الخطوة الأولى لضمان عدم ضياع فرصة الطعن وإعادة النظر في الأحكام القضائية. الالتزام بالمعايير القانونية، مثل تقديم الطعن في الوقت المحدد، ووجود مصلحة حقيقية، وصياغة الاستئناف بشكل صحيح، هو ما يحدد نجاح الدعوى من عدمه.