التحقيق في قضايا المخدرات

كم مدة التحقيق في قضايا المخدرات​ وعقوبة حيازة المخدرات؟

مدة التحقيق في قضايا المخدرات تعدّ من أكثر المراحل حساسية وخطورة في الإجراءات الجنائية، إذ تمثل الفاصل بين الحرية والاتهام، وبين البراءة والإدانة. وفي ظل تزايد عدد القضايا المرتبطة بالمخدرات، تبرز أهمية فهم المدة القانونية التي يُسمح خلالها للجهات المختصة بالتحقيق مع المتهم، وما يتخللها من صلاحيات قانونية، وحقوق يجب ألا تُهدر. هذه المدة ليست مجرد وقتٍ يمضي، بل هي فترة مصيرية تحدد مسار القضية بأكملها، وتنعكس على حياة المتهم ومستقبله.

وفي هذا السياق، يقدّم الموقع الرئيسي لمجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية توضيحًا شاملًا ومهنيًا حول الإطار الزمني النظامي للتحقيق، بدءًا من توقيف المتهم، مرورًا بقرارات التمديد، وصولًا إلى الإحالة للنيابة العامة أو المحكمة المختصة. من خلال خبرته الطويلة في هذا المجال، يشرح المحامي سعد الغضيان أبرز النقاط التي يغفل عنها الكثير، ويضع بين يدي القارئ معرفة قانونية دقيقة، تساعده على التمييز بين الإجراءات النظامية والتجاوزات التي قد تحدث أحيانًا تحت مظلة الضغط أو الجهل بالقانون.

كم تستغرق مدة التحقيق في قضايا المخدرات في السعودية؟التحقيق في قضايا المخدرات

تُصنَّف قضايا المخدرات في السعودية ضمن أخطر القضايا الجنائية، نظرًا لارتباطها بالأمن العام، ما يفرض على جهات التحقيق التعامل معها بصرامة ودقة نظامية قصوى. وقد رسم نظام الإجراءات الجزائية السعودي خارطة زمنية محكمة لكل مرحلة من مراحل التحقيق، لضمان عدالة المسار الإجرائي، وحماية المجتمع من جهة، وصيانة حقوق المتهم من جهة أخرى.

القبض الفوري في حالة التلبس: إذا ظهرت أدلة واضحة أو قرائن قوية تُثبت التورط في جريمة مخدرات، يُجيز النظام لرجل الضبط القبض فورًا دون إذن مسبق. ومع ذلك، لا يجوز إبقاء المتهم محتجزًا لأكثر من 24 ساعة، إلا بأمر كتابي صريح من المحقق. أما خارج حالات التلبس، فالقبض يجب أن يتم بأمر نظامي موثق رسميًا.

الاستجواب خلال 24 ساعة كحد أقصى: تنص المادة (34) على إلزامية إحالة المتهم إلى المحقق فور القبض، على أن يتم استجوابه خلال 24 ساعة فقط من لحظة استلامه، يلي ذلك إما إصدار أمر توقيف، أو الإفراج عنه فورًا.

تمديد التوقيف حتى 40 يومًا: لرئيس فرع هيئة التحقيق أو من يُنيبه سلطة تمديد التوقيف لعدة مرات، على ألا يتجاوز مجموع التمديد 40 يومًا، ويُشترط أن يصدر قرار التمديد قبل انتهاء الأيام الخمسة الأولى.

احتساب المدد بدقة: تبدأ الساعة القانونية الأولى من لحظة القبض إذا تم من قِبل رجل الضبط، أو من لحظة استلام المحقق للمتهم رسميًا.

التوقيف التحفظي الأولي (5 أيام): إذا ظهرت أدلة قوية تُبرر التوقيف، يُسمح للمحقق بإصدار أمر توقيف لا يتجاوز 5 أيام، وفقًا للمادة (113)، ويُعد هذا الحد أقصى للتوقيف التحفظي دون تمديد.

التمديد الطويل حتى 180 يومًا: بعد انقضاء مدة الأربعين يومًا، يجوز التمديد مجددًا، ولكن بشرط ألا تتجاوز كل فترة 30 يومًا، وألا يتجاوز مجموع التوقيف الكلي منذ لحظة القبض أكثر من 180 يومًا بأي حال من الأحوال، ويكون ذلك بأمر من رئيس هيئة التحقيق أو المفوض منه فقط.

بعد اليوم 180: لا توقيف دون إحالة أو إفراج: لا يجوز قانونًا بقاء المتهم موقوفًا بعد انقضاء 180 يومًا، إلا في حالتين فقط: إما الإحالة للمحكمة المختصة لبدء المحاكمة، أو الإفراج الفوري دون قيد أو شرط.

التمديد الاستثنائي النادر بأمر قضائي: في القضايا المعقدة أو ذات الأبعاد الأمنية الحساسة، يُسمح بتمديد استثنائي إضافي بأمر مباشر من المحكمة، بشرط وجود مبررات دقيقة ومُعللة من جهة التحقيق.

ويؤكد موقع مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية أن هذه المدد والإجراءات ليست مجرد تنظيمات إدارية، بل هي صمام أمان حقيقي يُحقق التوازن بين قوة الدولة في ملاحقة الجريمة، وحق الإنسان في العدالة والكرامة الإجرائية.

هذه القواعد لا تترك مجالًا للاجتهاد أو العشوائية، وكل مخالفة لها تُعد تعديًا صارخًا على الحقوق، يستوجب الرد القانوني السريع والحاسم.

بيانات أمر مدة التوقيف على ذمة التحقيق في قضايا المخدرات 

يُعد أمر التوقيف في قضايا المخدرات من أخطر وأدق الإجراءات القانونية، إذ يُبنى عليه استمرار حبس المتهم على ذمة التحقيق أو إخلاء سبيله. وحرصًا من النظام السعودي على حماية الحقوق وضمان سلامة الإجراءات، يشترط أن يتضمن أمر التوقيف مجموعة من البيانات الجوهرية التي لا يجوز إغفالها.

وتشمل هذه البيانات:

  • الاسم الرباعي للمتهم، مع بيان جنسيته، مهنته، محل إقامته بدقة.
  • تاريخ إصدار الأمر بالتوقيف.
  • اسم المحقق المختص الذي أصدر الأمر، مرفقًا بتوقيعه الرسمي وختم الجهة النظامية المختصة.
  • وصف واضح لنوع الجريمة المرتبطة بالمخدرات، مثل: تعاطي، ترويج، تهريب، أو تصنيع.
  • السبب القانوني الذي استند إليه المحقق لإصدار أمر التوقيف، مثل وجود أدلة قوية أو خشية من فرار المتهم أو التأثير على سير التحقيق.
  • بيان ما إذا كان المتهم قد تم القبض عليه فعليًا، مع تحديد تاريخ القبض إن وُجد.
  • تحديد صريح لمدة التوقيف النظامي المطلوب.
  • توجيه رسمي إلى جهة التوقيف المختصة لإيداع المتهم لديها.

وبناءً على ذلك، فإن التعرض لأي إجراء توقيف في قضايا المخدرات يتطلب التعامل بحذر بالغ واستشارة جهة قانونية موثوقة.

متى يتم حفظ التحقيق في قضايا المخدرات بالسعودية؟ 

يُعد قرار حفظ التحقيق في قضايا المخدرات في المملكة العربية السعودية خطوة قضائية مهمة لا تُتخذ إلا بعد فحص دقيق ومعمّق لجميع ملابسات القضية. هذا الإجراء لا يعني البراءة المطلقة، لكنه يشير إلى أن القضية لا تستوفي الشروط النظامية اللازمة للإحالة إلى المحكمة. وتختلف أسباب حفظ التحقيق بحسب التفاصيل، ولكن هناك حالات رئيسية تمثل الأساس النظامي لاتخاذ هذا القرار، وهي:

غياب الأدلة الكافية أو ضعفها قانونيًا: إذا لم تتمكن جهة التحقيق من جمع أدلة قاطعة تُثبت الحيازة أو التعاطي أو الترويج، يتم حفظ القضية باعتبار أن الاتهام غير مدعوم بما يكفي لإحالته للمحاكمة

ثبوت عدم نية الجريمة أو الوقوع بها بطريق الخطأ: مثل أن يُثبت أن المتهم وجد في المكان الخطأ أو تورط بطريقة غير مباشرة دون علمه، أو أن تصرفه لم يكن مقصودًا وفقًا للمعايير النظامي.

تبين أن المواد المخدرة تخص شخصًا آخر: في بعض القضايا، قد تتكشف الأدلة لاحقًا أن المضبوطات لا تخص المتهم بل كانت في حيازة شخص آخر دون علمه، وهو ما يبرر حفظ التحقيق فورًا

استخدام وسائل غير قانونية في جمع الأدلة: مثل التفتيش بدون إذن قضائي، أو الحصول على اعتراف بالإكراه، ما يُسقط حجية الأدلة ويُبطل الإجراءات

تنازل المدعي في بعض قضايا التعاطي البسيطة: خاصة عندما تكون هناك نية صادقة للعلاج وإعادة التأهيل، فيُغلّب الجانب الإنساني على العقوبة، ويتم حفظ القضية كحل بديل للعقوبات التقليدية

الإخلال بالإجراءات القانونية أو الحقوق المكفولة للمتهم: كعدم استيفاء استجواب المتهم في المدة المحددة، أو احتجازه دون مبرر قانوني، مما يُضعف مشروعية التحقيق ويؤدي لحفظه

قصور في الربط بين المتهم والجريمة: كعدم تطابق البصمات، أو غياب شاهد مباشر، أو وجود تضارب في أقوال الشهود

شروط تمديد الحبس الاحتياطي في قضايا المخدرات وفق النظام السعوديالتحقيق في قضايا المخدرات

في القضايا الجنائية الحساسة مثل قضايا المخدرات، تُعد مسألة تمديد فترة التوقيف من الإجراءات القانونية المحكومة بقيود صارمة، لضمان التوازن بين مصلحة التحقيق وحقوق المتهم. وقد نظم نظام الإجراءات الجزائية السعودي آلية تمديد التوقيف بنصوص واضحة لا تقبل الاجتهاد أو التوسع. ويشترط لتمديد مدة التوقيف في قضايا المخدرات ما يلي:

  • تقديم طلب التمديد لرئيس هيئة التحقيق والادعاء العام أو من ينيبه نظامًا، أو لأي جهة مختصة نظامًا في قضايا المخدرات لديها صلاحية قانونية بتمديد التوقيف.
  • ألا تتجاوز مدة التمديد في كل مرة 30 يومًا، مهما كانت مبررات التحقيق.
  • يمكن تكرار التمديد عدة مرات متتالية، بشرط ألا يتجاوز مجموع فترات التوقيف 180 يومًا من تاريخ القبض على المتهم.
  • بمجرد انقضاء المهلة القصوى (180 يومًا)، يتوجب على جهة التحقيق إحالة المتهم إلى المحكمة المختصة أو إصدار قرار بالإفراج الفوري، ما لم يصدر أمر قضائي استثنائي بغير ذلك.

وتؤكد المجموعة القانونية لدى الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية أن الالتزام بهذه الشروط الإجرائية ليس فقط مطلبًا قانونيًا، بل هو أداة جوهرية لحماية المتهم من التوقيف التعسفي وضمان عدالة الإجراءات. وأي تجاوز في مدد التوقيف دون سند نظامي تعد مخالفة تُمكن الدفاع من الدفع ببطلان الإجراءات.

خطوات واجراءات التحقيق في قضايا المخدرات بالسعودية

تُدار قضايا المخدرات في السعودية بإجراءات دقيقة تتماشى مع نظام الإجراءات الجزائية، نظرًا لما تحمله هذه القضايا من خطورة وأهمية بالغة:

  • تبدأ مرحلة التحقيق باستجواب المتهم فور القبض عليه، ويُعد هذا الإجراء إلزاميًا، إذ لا يجوز تجاوز مدة الأربع وعشرين ساعة دون مباشرة الاستجواب.
  • في حال تعذر استجواب المتهم خلال هذه المهلة، يجب على المحقق توثيق الأسباب النظامية التي حالت دون ذلك في أمر التوقيف، ويُصدر قرارًا بتوقيف المتهم لمدة لا تتجاوز خمسة أيام، وفقًا لما تسمح به المادة (113) من النظام.
  • يمكن تمديد مدة التحقيق على مراحل، بناءً على الحاجة واستمرار وجود مبررات قانونية، بشرط ألا يتجاوز مجموع مدد التوقيف أربعين يومًا، ويصدر قرار التمديد حينها من الجهات المختصة، وبموافقة رئيس فرع هيئة التحقيق أو من يفوضه.
  • أما في الحالات الاستثنائية التي تتطلب تمديد التحقيق لما بعد هذه المدة، فيُشترط الحصول على أمر قضائي من المحكمة المختصة، مبني على مبررات قانونية واضحة، ويحدد بدقة مدة التمديد المطلوبة.

ما المقصود بحكم أول سابقة مخدرات؟

يشير مصطلح “أول سابقة مخدرات” إلى الحالة التي يُتهم فيها الشخص لأول مرة بارتكاب جريمة تتعلق بالمخدرات، سواء كانت تعاطيًا أو حيازة أو ترويجًا. وتُعد هذه السابقة الأولى عاملًا مهمًا تنظر فيه المحكمة أثناء تقدير العقوبة، وقد يُفضي في بعض الحالات إلى تخفيف الحكم أو منحه فرصة للعلاج والتأهيل، بدلًا من الاكتفاء بالعقوبة السالبة للحرية فقط.

ما العقوبات المحتملة لأول سابقة مخدرات في السعودية؟

بحسب النظام السعودي، فإن العقوبة تُقدّر وفقًا لطبيعة الجريمة، ونوع المادة المخدرة، وكمية المضبوطات، ومدى توافر نية الترويج أو التكرار. وفي حال كانت الجريمة الأولى، قد تتضمن العقوبات الآتي:

  • السجن لمدد متفاوتة، تحددها المحكمة بناءً على تفاصيل الجريمة والظروف المحيطة بها.
  • فرض غرامات مالية تختلف حسب خطورة الجريمة.
  • الإحالة إلى برامج العلاج أو التأهيل النفسي، خاصة في حالات التعاطي دون نية الترويج.
  • وضع المتهم تحت الرقابة القضائية بعد انتهاء مدة العقوبة، لضمان عدم تكرار الفعل.

ويؤكد الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية أن حسن إدارة الدفاع في هذه المرحلة، وتقديم مذكرات قانونية تراعي أن الجريمة هي السابقة الأولى، يمكن أن يكون له تأثير كبير في تخفيف الحكم، أو طلب بدائل عقابية أكثر إنسانية كالعلاج أو التعهد.

كيف تُحدد درجات الإدانة في قضايا المخدرات؟

تُعتبر قضايا المخدرات من أكثر القضايا تعقيدًا في النظام القضائي السعودي، لما تتطلبه من تحقيق دقيق وتحليل شامل لكل تفاصيل الجريمة. ولا تُعالج جميع القضايا بنفس الدرجة أو العقوبة، بل تُصنف وفق درجات إدانة متعددة، تعتمد على طبيعة الفعل المرتكب، ونوع المادة المخدرة، والظروف المحيطة بالقضية.

أولًا: أنواع الجرائم المتعلقة بالمخدرات وتأثيرها على درجة الإدانة

تتنوع الأفعال المجرّمة في قضايا المخدرات، وكل نوع منها يُقابل بدرجة إدانة مختلفة، وهي كالتالي:

  • حيازة المخدرات: تعني وجود المادة المخدرة بحوزة المتهم، وتُعد من أبسط صور الجريمة نسبيًا، لكن العقوبة تتغير حسب نوع المخدر وكميته، وما إذا كان الاستعمال شخصيًا أو بغرض آخر.
  • ترويج المخدرات: ويشمل البيع أو التوزيع أو النقل بقصد النشر، وتُعد هذه الجريمة من أخطر أنواع الجرائم المخدرات، حيث تتعامل معها المحاكم بصرامة شديدة.
  • تصنيع المواد المخدرة: جريمة جسيمة تُعبر عن مستوى متقدّم من الخطورة، وتشير إلى وجود نية واضحة في إنتاج المخدرات، وغالبًا ما تقترن بعقوبات رادعة جدًا.
  • تهريب المخدرات: سواء بإدخالها أو إخراجها من المملكة، تُعد من الجرائم الأشد خطرًا على الأمن الوطني، وقد تصل العقوبات فيها إلى الإعدام في حالات محددة.

ثانيًا: العوامل التي تؤثر على درجة الإدانة وشدة العقوبة

تُحدد المحكمة درجة الإدانة بناءً على مجموعة من المعايير الجوهرية، من أهمها:

  • نوع المادة المخدرة: تختلف العقوبة إذا كانت المادة من النوع شديد التأثير أو الخطورة مثل الهيروين، مقارنة بالمواد الأخف.
  • الكمية المضبوطة: الكمية تُعد من أبرز العوامل التي تُغير طبيعة التهمة، فكمية صغيرة قد تُفسر على أنها للتعاطي، بينما الكميات الكبيرة تشير إلى نية الترويج أو التهريب.
  • السوابق الجنائية للمتهم: وجود سوابق مخدرات سابقة يرفع من درجة الإدانة، ويُقلل احتمالية تخفيف العقوبة أو الأخذ بالرأفة.
  • نية الجريمة: إذا ثبت أن المتهم كان يهدف للاتجار أو الترويج أو التوزيع، فإن ذلك يؤثر مباشرة على توصيف الجريمة ودرجتها.

ويؤكد الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية أن فهم درجات الإدانة والتفريق بين صور الجرائم المختلفة يُعد أمرًا جوهريًا عند إعداد مذكرة الدفاع أو الترافع أمام المحكمة. إذ إن الدقة في توصيف الجريمة والتمييز بين النية والفعل قد يكون الفيصل بين عقوبة مشددة أو فرصة للتخفيف أو إعادة التأهيل.

التعديلات الجديدة في نظام المخدرات السعودي

في إطار سعي المملكة العربية السعودية لتعزيز أمن المجتمع والحد من انتشار المخدرات، أُجريت تعديلات جوهرية على نظام مكافحة المخدرات، تعكس توجهًا حازمًا نحو ملاحقة المتورطين وتحسين أدوات الردع والمساءلة. ويُمثل النظام الجديد للمخدرات نقلة نوعية في السياسة العدلية للمملكة، بما يتماشى مع التطورات الاجتماعية والأمنية. أبرز ملامح التعديل في قانون المخدرات الجديد:

تشديد العقوبات على جرائم المخدرات

تم رفع الحد الأدنى والحد الأعلى للعقوبات المقررة على جرائم الحيازة والترويج والتهريب، سواء من حيث مدة السجن أو حجم الغرامات المالية. ويأتي ذلك في إطار سياسة ردعية تهدف إلى تقليص الجريمة وتكثيف العقوبة على مرتكبيها، خصوصًا في حالات التكرار أو المشاركة في شبكات منظمة.

تحسين الإجراءات القضائية في قضايا المخدرات

أدخل النظام الجديد تحسينات مهمة على مسار التحقيق والمحاكمة، بما في ذلك تبسيط إجراءات الضبط والاستجواب، وتسريع آلية الإحالة للمحكمة المختصة، لضمان عدالة سريعة وفعّالة تحفظ حقوق جميع الأطراف، وتُسرّع الفصل في القضايا.

توسيع نطاق تعريف المواد المخدرة والممنوعة 

أصبح النظام أكثر شمولًا، حيث تم إضافة مواد جديدة إلى قائمة المخدرات والمؤثرات العقلية التي تدخل ضمن نطاق التجريم. هذا التوسيع يُمكّن السلطات من التعامل مع مركّبات اصطناعية وحديثة لم تكن مشمولة سابقًا، مما يسد ثغرات قانونية كانت تُستغل من قبل بعض المتهمين.

متى يُمنح المتهم في قضايا المخدرات العفو؟ 

في قضايا المخدرات داخل المملكة العربية السعودية، قد تمنح الجهات القضائية عفوًا جزئيًا أو كليًا عن المتهم، وذلك وفقًا لظروف قانونية، إنسانية، أو سلوكية استثنائية، يتم تقييمها بدقة شديدة. العفو لا يُمنح إلا بناءً على مبررات معتبرة، ويتطلب استيفاء عدد من الشروط أو توفر عوامل مخففة تدفع المحكمة أو النيابة العامة لاتخاذ قرار بالعفو أو تخفيف العقوبة. وفيما يلي أبرز الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى هذا القرار:

الاعتراف المبكر والتعاون القضائي

  • الاعتراف الكامل بالجريمة في مراحل مبكرة من التحقيقات قد يُسهم في تقصير مدة التحقيق، وتسريع الإجراءات القضائية، ويُعتبر من عوامل التخفيف.
  • إذا قدّم المتهم معلومات قيّمة ساعدت السلطات على كشف شبكة إجرامية أو إحباط عملية تهريب، فإن هذا التعاون يُعد مؤهلاً قويًا للعفو أو لتقليل العقوبة.
  • كلما كان المتهم متعاونًا بشكل فعّال ومبادرًا بالاعتراف دون ضغط أو مماطلة، زادت احتمالية منحه عفوًا قضائيًا.

الظروف الإنسانية والصحية للمتهم

  • إصابة المتهم بمرض عضوي خطير، أو معاناته من اضطراب نفسي مثبت بتقارير طبية رسمية، قد تُعد من الأسباب التي تدفع الجهات المختصة لإيقاف الإجراءات أو تخفيف الحكم.
  • التقدم في السن، أو كون المتهم هو المعيل الوحيد لأسرة ضعيفة، أو لديه التزامات اجتماعية إنسانية، من العوامل التي تُؤخذ بعين الاعتبار عند دراسة منح العفو.

التحسن السلوكي والتوبة الصادقة بعد الجريمة

  • انخراط المتهم في برامج علاجية أو مراكز تأهيل معترف بها، أو إظهار التزام صادق بالإصلاح وتحسين السلوك بعد التوقيف، قد يدفع الجهات القضائية إلى إعادة النظر في الحكم.
  • التوبة الصادقة، والاعتراف بالخطأ أمام المحكمة، مع التعهد بعدم العودة للفعل الإجرامي، تُعتبر مؤشرات قوية على الاستحقاق للعفو، خصوصًا في قضايا التعاطي الفردي غير المرتبط بالترويج أو التهريب.

ضعف الأدلة أو وجود ثغرات إجرائية

  • في حال تبين أن الأدلة ضد المتهم غير كافية لإثبات الجريمة بشكل قطعي، أو أنها غير موثوقة أو تم الحصول عليها بطرق غير قانونية، فإن القضية تُغلق غالبًا بالعفو أو الحفظ لعدم كفاية الأدلة.
  • كذلك، إذا شابت إجراءات الضبط أو التحقيق مخالفات قانونية واضحة، مثل التفتيش بدون إذن أو عدم احترام حقوق الدفاع، فقد يُبطل ذلك التحقيق ويدفع باتجاه إصدار قرار بالعفو أو إسقاط التهم.

التدخل السياسي أو المصالحة المجتمعية

  • في حالات نادرة، قد تتدخل الجهات العليا أو تصدر قرارات بالعفو في إطار مبادرات اجتماعية أو سياسية ذات طابع استثنائي، خصوصًا إذا ارتبطت القضية بأبعاد عامة أو حساسة.
  • كما قد تُؤخذ في الاعتبار رغبة المتهم في إعادة الاندماج بالمجتمع من خلال تقديم اعتذارات علنية، أو المساهمة في حملات توعوية، أو برامج إصلاحية مجتمعية.

ويؤكد مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة أن العفو ليس إجراءً تلقائيًا، بل نتيجة لمرافعة قانونية محكمة، وتحليل استراتيجي لكل تفصيلة في ملف القضية. لذلك، فإن وجود محامٍ متخصص يُعد ضرورة قصوى إذا كان الهدف هو الوصول إلى قرار بالعفو أو التخفيف.

متى يُفرج عن متهم في قضية مخدرات بكفالة؟ 

نظرًا لطبيعة هذه القضايا وخطورتها على الأمن العام. فالإفراج المؤقت في قضايا المخدرات ليس حقًا تلقائيًا، بل يخضع لمجموعة صارمة من المعايير والتقديرات القانونية التي تختلف باختلاف كل قضية.

قوة الأدلة وضعف القرائن: في حال كانت الأدلة المتوفرة ضد المتهم غير حاسمة أو يشوبها الغموض، فقد يُنظر في طلب الإفراج بكفالة، خاصة إن لم يكن هناك شهود مباشرين أو إثباتات قاطعة تربطه بالمادة المضبوطة

عدم وجود سوابق جنائية: للمتهم الذي يواجه التهمة لأول مرة دون سجل جنائي سابق، تزداد احتمالية الإفراج عنه بكفالة، بشرط ألا تكون الجريمة من النوع المصنّف كـ”جسيم” أو مرتبط بالاتجار والترويج

طبيعة المخدر المضبوط وكميته: تختلف المعاملة القضائية بحسب نوع المادة المخدرة المصادرة، وكميتها، والهدف من الحيازة (تعاطٍ شخصي أم توزيع)، حيث يُنظر إلى هذه العناصر باعتبارها محددات أساسية في منح أو رفض الكفالة

ضمانات الحضور والتعاون: يجب تقديم ضمانات حقيقية تؤكد التزام المتهم بالحضور أمام جهة التحقيق أو المحكمة، وغالبًا ما يُشترط دفع كفالة مالية أو وجود ضامن مؤهل قانونيًا

مدى خطورة المتهم على مسار التحقيق: إذا كانت هناك مخاوف من تأثير المتهم على مجريات التحقيق، مثل التواصل مع شركاء الجريمة أو إتلاف الأدلة، يُرفض طلب الكفالة على الفور

مدة التحقيق وتأثيرها على القرار: وفق النظام، تبدأ مدة التحقيق بتوقيف مبدئي لخمسة أيام قابلة للتمديد حتى ثلاثين يومًا بقرار من النيابة العامة. وكلما طالت فترة التوقيف دون وجود تطورات أو اتهامات قوية، تزداد فرص النظر في الكفالة

موقف القاضي أو الجهة المحققة: الكفالة تُمنح بناءً على تقدير القاضي أو جهة التحقيق، بعد دراسة شاملة لملف القضية، وأي خلل في إجراءات الضبط أو انتهاك حقوق المتهم قد يدعم قرار الإفراج

استثناءات تتعلق بإعادة التأهيل: في بعض الحالات النادرة، خاصة بقضايا التعاطي غير المرتبط بالترويج، قد يُراعى الجانب الإنساني، وتُمنح الكفالة بهدف إدخال المتهم في برنامج علاجي

مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية ينصح أي شخص يواجه اتهامًا في قضايا المخدرات بعدم التصرف بشكل فردي، بل بضرورة استشارة محامٍ متخصص لتحليل الموقف بدقة وتقديم طلب كفالة مبني على أسس قانونية متينة، بما يرفع احتمال القبول ويحمي حقوق المتهم.

الإجراءات القانونية لطلب الكفالة في قضايا المخدرات

في قضايا المخدرات داخل المملكة العربية السعودية، لا يُمنح الإفراج بكفالة تلقائيًا، بل يخضع لإجراءات دقيقة تبدأ بطلب رسمي يُقدّمه محامي المتهم، ويُنظر فيه وفق معايير نظامية صارمة. إليك أهم الخطوات القانونية التي يجب اتباعها للحصول على الكفالة:

تقديم طلب الكفالة خلال فترة التحقيق: يبدأ الإجراء بتقديم طلب رسمي للمحكمة من قِبل محامي المتهم، يشرح فيه أسباب طلب الكفالة ويُرفق ما يثبت توافر الشروط النظامية لذلك. وتشمل عوامل القبول طبيعة الجريمة، ومدى خطورتها، وسوابق المتهم، ومستوى التعاون مع جهات التحقيق

دراسة مدة التوقيف وأثرها: كلما طالت مدة التحقيق دون تقدم ملحوظ أو نتائج حاسمة، زادت احتمالية الموافقة على طلب الكفالة، خصوصًا إذا لم تُسفر التحقيقات عن أدلة دامغة أو ثبت ضعف القرائن

ضعف الأدلة يميل لصالح الكفالة: في الحالات التي تكون فيها التهمة غير مدعومة بأدلة مادية قوية أو بشهادات مباشرة، تميل المحكمة إلى الإفراج المؤقت بكفالة لتفادي حجز الحريات دون مبرر قانوني كافٍ

جلسة الاستماع أمام القاضي: تُعقد جلسة خاصة بحضور القاضي، والمحامي، والمتهم، يتم فيها مناقشة ملف القضية، واستعراض الأدلة والشهادات، ومدى التزام المتهم بالقانون. يُعد هذا اللقاء فرصة حاسمة لإقناع المحكمة بعدم وجود خطر من إطلاق سراحه

تقدير القاضي وتقدير النيابة: القرار النهائي بإصدار الكفالة أو رفضها يكون خاضعًا لتقدير القاضي بناءً على مجمل المعطيات، مع الأخذ برأي النيابة العامة، خصوصًا في القضايا التي تُصنّف على أنها من الجرائم المهددة للأمن أو الصحة العامة

وتؤكد مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية أن نجاح طلب الكفالة لا يعتمد فقط على الإجراءات، بل على الكفاءة القانونية في تقديم الطلب، صياغته، ودعم الملف بأدلة تخدم موقف المتهم أمام المحكمة.

أهم الأسئلة الشائعة 

متى يبدأ التحقيق في قضايا المخدرات؟ وما الحد الأقصى لاستمراره؟

يبدأ التحقيق فور القبض على المتهم، إذ يجب استجوابه خلال 24 ساعة من قِبل المحقق، بحسب ما تنص عليه المادة (34) من نظام الإجراءات الجزائية. ويمكن أن تستمر إجراءات التحقيق والتوقيف – وفق ضوابط النظام – حتى 180 يومًا قبل اتخاذ القرار النهائي بالإحالة للمحكمة أو الإفراج.

ما المدة التي تستغرقها نتائج تحليل المخدرات خلال التحقيق؟

تختلف مدة صدور تقرير التحليل الكيميائي للمادة المخدرة حسب نوع المادة والإجراءات المخبرية، لكنها غالبًا تتراوح بين 3 إلى 10 أيام. ويُعتبر هذا التقرير أحد أهم الأدلة الفنية التي يعتمد عليها الادعاء لإثبات وجود الركن المادي للجريمة.

كم من الوقت تظل القضية لدى النيابة العامة قبل الإحالة للمحكمة؟

تبقى القضية في النيابة العامة خلال مرحلة التحقيق، وقد تستمر هذه المرحلة – إذا تطلّب الأمر توقيف المتهم – حتى 180 يومًا كحد أقصى. في نهاية هذه المهلة، يجب على النيابة إما أن تحيل القضية إلى المحكمة المختصة أو تصدر قرارًا بالإفراج إذا لم تتوفر أدلة كافية.

في الختام، فإن مدة التحقيق في قضايا المخدرات ليست مجرد إجراء شكلي، بل هي حجر الأساس الذي يُبنى عليه مصير المتهم، ويجب أن تُدار بحذر ووعي قانوني تام. تجاهل الحقوق خلال هذه المرحلة قد يؤدي إلى ظلم لا يمكن تداركه، بينما الالتزام بالقانون يكفل العدالة للطرفين. وهنا تبرز أهمية الاستعانة بذوي الخبرة، مثل مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية، التي تقدم دعمًا قانونيًا احترافيًا تضمن حماية حقوق المتهم ومراقبة كل خطوة في مجريات التحقيق. فالفهم العميق للقانون هو السلاح الأقوى في وجه الاتهامات، مهما بلغت خطورتها.