عقوبة الغش التجاري

تعرف على عقوبة الغش التجاري في السعودية​ 2025

تُعد عقوبة الغش التجاري في السعودية من أقسى العقوبات التي تفرضها الأنظمة القانونية في المملكة، وذلك بهدف ردع المخالفين وحماية الأسواق من التلاعب والاستغلال. فالغش التجاري لا يقتصر على التزييف أو التقليد، بل يمتد ليشمل كل شكل من أشكال التضليل والخداع الذي يضر بالمستهلكين أو الاقتصاد الوطني. ولهذا، وضعت الجهات المعنية في المملكة قوانين صارمة لمكافحة هذه الظاهرة، تماشياً مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تعزيز الشفافية والنزاهة في الأسواق.

ولأن الغش التجاري يمثل تهديداً مباشراً لثقة المستهلكين وسلامة المعاملات التجارية، فقد شددت الأنظمة السعودية العقوبات على مرتكبيه، والتي قد تشمل الغرامات المالية الباهظة، السجن، والتشهير بالمخالفين. ولمعرفة المزيد عن هذه العقوبات وكيفية تطبيقها، يمكنكم الاطلاع على التفاصيل القانونية الدقيقة من خلال الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة، الذي تضم نخبة من المحامين المتخصصين في القضايا التجارية والجنائية.

تعريف الغش التجاريعقوبة الغش التجاري

يُعد الغش التجاري أحد أخطر الممارسات غير المشروعة التي تهدف إلى التضليل والخداع واستغلال المستهلكين بطرق غير قانونية. ويشمل ذلك أي تصرف ينطوي على تزوير، تزييف، إخفاء معلومات جوهرية، أو استخدام أساليب ملتوية للتلاعب بجودة المنتجات أو الخدمات.

وقد حدد نظام مكافحة الغش التجاري في المادة الثانية تعريفه بوضوح، حيث اعتبر أن طرح منتجات مغشوشة أو غير مطابقة للمواصفات القياسية، بقصد تضليل المستهلك أو خداعه، يُعد جريمة تستوجب المحاسبة القانونية. ويؤكد هذا التعريف أن الغش لا يقتصر فقط على المنتجات التالفة، بل يشمل أي تلاعب يهدف إلى إلحاق الضرر بالمستهلك أو الاقتصاد الوطني.

لمعرفة المزيد حول آليات الإبلاغ والإجراءات القانونية اللازمة لمواجهة الغش التجاري، يمكنكم الرجوع إلى الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة، حيث تقدم نخبة من المحامين المتخصصين استشارات قانونية متكاملة في هذا المجال.

محامي قضايا تجارية تساعد الشركات ورجال الأعمال في النزاعات التجارية، صياغة العقود، وحماية المصالح القانونية.

جرائم الغش التجاري

يُعد الغش التجاري من أخطر الجرائم الاقتصادية التي تؤثر على نزاهة المعاملات التجارية وحقوق المستهلكين. ولهذا، وضع نظام مكافحة الغش التجاري مجموعة من المواد القانونية التي تهدف إلى ضبط الأسواق ومنع أي تلاعب قد يؤدي إلى خداع المستهلكين أو الإضرار بالاقتصاد الوطني. ومن أبرز هذه المواد، ما جاء في المادة الثانية التي حددت بشكل واضح أشكال الغش التجاري التي يُحاسب مرتكبوها قانونيًا، وتشمل:

أشكال الغش التجاري

  • التلاعب في خصائص المنتج: سواء من حيث هويته، طبيعته، جنسه، نوعه، مكوناته، أو صفاته الجوهرية، وكذلك الغش في مصدره.
  • الغش في الكميات: مثل التلاعب في الوزن، الحجم، القياس، العدد، العيار، أو الطاقة، مما يؤدي إلى خداع المستهلك.
  • بيع المنتجات المغشوشة: سواء من خلال إنتاجها، حيازتها، عرضها، أو تسويقها مع العلم بمخالفتها للمواصفات.
  • تصنيع منتجات غير مطابقة للمواصفات: ويشمل ذلك تصنيع، حيازة، بيع، أو عرض أي منتج مخالف للمعايير القياسية المعتمدة.
  • استخدام أدوات تعبئة أو تغليف مضللة: مثل الأوعية، العبوات، الملصقات، أو الأغلفة التي لا تتوافق مع المعايير الرسمية.
  • التلاعب في عمليات التعبئة والتخزين: عبر تعبئة المنتجات أو تخزينها أو نقلها بطرق غير مطابقة للمواصفات المعتمدة.
  • استيراد أدوات الغش أو المنتجات المغشوشة: سواء كانت عبوات، أغلفة، مطبوعات، أو منتجات مخالفة للمواصفات، بهدف استخدامها في الغش التجاري.

يؤكد النظام أن هذه الممارسات تُعد جرائم يعاقب عليها القانون، إذ لا تقتصر أضرار الغش التجاري على فقدان ثقة المستهلك فحسب، بل تمتد إلى الإضرار بسلامة الأفراد والاقتصاد الوطني، مما يستوجب فرض عقوبات صارمة على المخالفين لحماية حقوق المستهلكين وضمان بيئة تجارية عادلة.

العقوبات القانونية لمكافحة الغش التجاري في السعودية

تُعد جرائم الغش التجاري من المخالفات الجسيمة التي تستوجب عقوبات صارمة، وفقًا لما نص عليه قرار النائب العام رقم (1) لعام 1442 هـ، وذلك في الحالات التي يكون فيها المنتج المغشوش أو المواد المستخدمة في غشه تشكل ضررًا على صحة الإنسان أو الحيوان أو تؤثر على سلامتهما. وقد شدد نظام مكافحة الغش التجاري على فرض عقوبات رادعة لضمان حماية الأسواق والمستهلكين من أي تلاعب، والتي تشمل ما يلي:

العقوبات المقررة وفق النظام

  • وفقًا للمادة الثانية من النظام، يعاقب مرتكب أي من المخالفات المتعلقة بالغش التجاري بغرامة مالية تصل إلى 500 ألف ريال سعودي، أو السجن لمدة تصل إلى عامين، أو بكلتا العقوبتين معًا.
  • إذا قامت الشركات أو التجار بإجراء تخفيضات أو عروض ترويجية دون الحصول على ترخيص من وزارة التجارة، يتم فرض غرامة تصل إلى 50 ألف ريال سعودي، أو السجن لمدة تصل إلى ستة أشهر، أو بكلتا العقوبتين.
  • في حال تم استخدام موازين، مقاييس، مكاييل، أو أدوات فحص مزيفة أو معدلة بشكل يؤدي إلى التلاعب بالكميات أو الأوزان أو القياسات، فإن العقوبة تصل إلى مليون ريال سعودي، أو السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، أو الجمع بين العقوبتين.
  • إذا كان المنتج المغشوش أو المواد المستخدمة في غشه تشكل خطرًا على صحة الإنسان أو الحيوان، فإن العقوبة تصل إلى مليون ريال سعودي، أو السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، أو بكلتا العقوبتين.
  • المخالفات الواردة في المواد (3)، (7)، و(9) من النظام تستوجب عقوبة تصل إلى مليون ريال سعودي، أو السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، أو بالعقوبتين معًا.
  • في حالة التصرف في المنتجات المحجوزة بطريقة غير قانونية، يُفرض على المخالف غرامة تعادل قيمة المنتجات المصادرة.
  • يجوز الحكم بإغلاق المحل المخالف لمدة لا تتجاوز سنة واحدة، وذلك في المخالفات المنصوص عليها في المادة الثانية من النظام.
  • عند ثبوت الغش التجاري، يتم إلزام المخالف بإتلاف المنتج المغشوش أو التصرف فيه بطريقة مناسبة، بالإضافة إلى مصادرة جميع الأدوات المستخدمة في عملية الغش أو الخداع.
  • يلتزم المخالف بسحب المنتج المغشوش من الأسواق وإعادة قيمته إلى المشتري، وفقًا للشروط والإجراءات المحددة في اللائحة التنفيذية.
  • للنيابة العامة الحق في طلب منع سفر المخالف حتى صدور الحكم النهائي في القضية. كما يحق لوزارة الداخلية، في حال صدور حكم نهائي ضد غير السعودي، إبعاده عن المملكة ومنعه من دخولها، وفقًا للضوابط التي تحددها وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة التجارة ووزارة الاستثمار.
  • في حال تكرار المخالفة خلال خمس سنوات من صدور الحكم النهائي، يتم مضاعفة الحد الأعلى للعقوبة المقررة. وإذا عاد المخالف مرة أخرى، بالإضافة إلى العقوبات المفروضة، يحرم من مزاولة النشاط التجاري لمدة تصل إلى خمس سنوات.

تؤكد هذه العقوبات على التزام الجهات المعنية في المملكة بمكافحة الغش التجاري، وتعزيز الشفافية في الأسواق، وضمان حقوق المستهلكين وحماية الاقتصاد الوطني من أي ممارسات غير قانونية.

آليات فعالة لمكافحة الغش التجاري في السعودية

تُعد مكافحة الغش التجاري مسؤولية مشتركة بين الجهات الرقابية والمستهلكين، حيث يمكن للأفراد أن يلعبوا دورًا محوريًا في كشف التلاعب وحماية الأسواق من المنتجات والخدمات المغشوشة. ولضمان ذلك، يجب اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية عند التعامل مع الشركات والمنتجات، ومن أبرزها ما يلي:

  • التحقق من تسجيل الشركة رسميًا والتأكد من امتثالها للقوانين والمعايير المعتمدة، لضمان مصداقيتها والتزامها بالجودة.
  • البحث عن سمعة الشركة المنتجة قبل الشراء، عبر مراجعة المعلومات المتوفرة على الإنترنت والتحقق من موثوقيتها.
  • فحص تقييمات العملاء السابقين للمنتجات، من خلال الاطلاع على المراجعات المنشورة على محركات البحث ومنصات البيع الإلكتروني.
  • مقارنة الأسعار بين الشركات المختلفة، وتجنب التعامل مع الجهات التي تقدم خصومات مبالغ فيها قد تكون مؤشرًا على الغش.
  • الحرص على استلام فاتورة تفصيلية تتضمن جميع بيانات المنتج والعملية الشرائية، لضمان حقوق المستهلك في حالة وجود أي خلل أو مخالفة.
  • الإبلاغ الفوري عن حالات الغش التجاري عبر تقديم بلاغ رسمي للجهات المختصة، لضمان اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
  • تحرير محضر قانوني لدى الجهات المختصة في حال التعرض لأي عملية غش، لضمان حفظ الحقوق واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين.
  • الاستعانة بمحامٍ متخصص في قضايا الغش التجاري لضمان استرجاع الحقوق القانونية الكاملة وفقًا للأنظمة المعمول بها في المملكة.

تعزز هذه الإجراءات الرقابة على الأسواق، وتسهم في الحد من انتشار المنتجات المغشوشة، مما يساهم في حماية المستهلكين وضمان بيئة تجارية عادلة وشفافة في السعودية.

أبرز صور الغش التجاري في الأسواق السعودية

يُعد الغش التجاري من أخطر الممارسات التي تهدد نزاهة الأسواق، حيث تتنوع أساليبه وأساليبه في التضليل، مما يؤدي إلى الإضرار بحقوق المستهلكين وإضعاف الثقة في المنتجات. ومن أبرز أشكال الغش التجاري المنتشرة في الأسواق السعودية ما يلي:

  • التلاعب في تصنيع المنتجات من خلال تغيير طبيعتها أو تعديل مكوناتها الأساسية بإضافة أو حذف عناصر، مما يؤدي إلى التأثير على جودتها النهائية.
  • استخدام مواد خام رديئة في عملية التصنيع، مما يقلل من جودة المنتج، ويجعل المستهلك يحصل على سلع لا تتناسب مع المواصفات المطلوبة.
  • التلاعب في الوزن أو الكمية أو العدد لتحقيق أرباح إضافية على حساب المستهلك، وذلك عبر تقليل محتوى المنتجات دون إظهار ذلك في المواصفات.
  • طرح منتجات مقلدة أو منسوخة وبيعها على أنها أصلية بأسعار مرتفعة، مما يؤدي إلى خداع المستهلك والتأثير سلبًا على سوق المنتجات الأصلية.
  • الترويج المضلل للسلع عبر المبالغة في وصف المزايا والخصائص التي لا تمتلكها المنتجات، مما يجعل المستهلك يشتري سلعًا لا تتطابق مع الإعلانات.
  • بيع المنتجات منتهية الصلاحية بعد تغيير تواريخ الإنتاج والانتهاء، مما يعرض صحة المستهلكين للخطر ويؤدي إلى خسائر مالية جسيمة.

تمثل هذه الممارسات انتهاكًا صريحًا للأنظمة السعودية لمكافحة الغش التجاري، وتستوجب عقوبات مشددة لحماية الأسواق وضمان حصول المستهلكين على منتجات آمنة ومطابقة للمواصفات.

أهمية مكافحة الغش التجاري ودورها في حماية المجتمع

تُعد مكافحة الغش التجاري ضرورة ملحّة للحفاظ على حقوق المستهلكين وسلامة الأسواق، حيث يوفر نظام مكافحة الغش التجاري العديد من الفوائد التي تعود بالنفع على الأفراد والمجتمع ككل. ومن أبرز الأسباب التي تؤكد أهمية مواجهة هذه الظاهرة ما يلي:

حماية حقوق المستهلك

يُعد الغش التجاري انتهاكًا مباشرًا لحق المستهلك في الحصول على معلومات دقيقة وصادقة حول المنتجات والخدمات. ومن خلال مكافحته، يتم ضمان وصول المستهلك إلى سلع ذات جودة حقيقية، بما يعزز العدالة في المعاملات التجارية ويحقق التوازن بين حقوق المستهلك والتاجر.

الحفاظ على الأموال والحد من الخسائر

عند شراء منتج مغشوش بمبالغ مالية مرتفعة دون تحقيق أي استفادة فعلية، فإن ذلك يؤدي إلى إهدار الأموال وضياع الموارد. لذا، فإن التصدي لعمليات الغش تضمن عدم استغلال المستهلك ماليًا، ويحميه من الوقوع ضحية للاحتيال التجاري.

حماية صحة المستهلك وسلامته

يُشكل الغش التجاري في المنتجات الغذائية والسلع الطبية خطرًا جسيمًا على صحة المستهلك، حيث يؤدي إلى انتشار منتجات منتهية الصلاحية أو غير مطابقة للمواصفات قد تتسبب في أضرار صحية خطيرة. وعليه، فإن مواجهة هذه الممارسات تضمن توفير منتجات آمنة وصحية، وتحافظ على السلامة العامة.

يمثل التصدي لجرائم الغش التجاري ركيزة أساسية لضمان أسواق أكثر شفافية وعدالة، حيث يعزز ثقة المستهلكين، ويدعم الاقتصاد الوطني، وتضمن التزام الشركات بمعايير الجودة والمصداقية.

التداعيات الخطيرة للغش التجاري على المجتمع والاقتصاد

يُشكّل الغش التجاري خطرًا جسيمًا يمتد تأثيره ليشمل المستهلكين، الشركات، والاقتصاد الوطني، حيث يؤدي انتشاره إلى إضرار مباشر بحقوق الأفراد، وزعزعة استقرار الأسواق. وتتمثل أبرز الأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة فيما يلي:

  • انعدام ثقة المستهلكين: يشعر المستهلك بالإحباط والخذلان عند اكتشافه تعرضه للخداع، مما يؤدي إلى فقدان الثقة في المنتجات، والشركات، وحتى في الأسواق التجارية ككل. كما يترتب على ذلك خسائر مالية فادحة وأضرار صحية ونفسية نتيجة اقتناء سلع غير مطابقة للمواصفات.
  • التأثير السلبي على الاقتصاد الوطني: يؤدي الغش التجاري إلى إضعاف الثقة في المنظومة الاقتصادية، حيث يتضرر اسم الشركات والمؤسسات العاملة في السوق، مما يضعف من قدرة الاقتصاد على المنافسة عالميًا. كما أن انتشار الممارسات غير القانونية يعزز الفساد التجاري، ويهدد نزاهة المعاملات الاقتصادية.
  • مخاطر صحية واجتماعية: لا تقتصر تداعيات الغش التجاري على الخسائر المالية فحسب، بل تمتد إلى الإضرار بصحة وسلامة أفراد المجتمع، خاصة عند تداول منتجات غذائية أو طبية مغشوشة، مما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض والمضاعفات الصحية الخطيرة.

يؤدي تفشي الغش التجاري إلى زعزعة استقرار الأسواق، والإضرار بسمعة المؤسسات التجارية، وانتشار ممارسات غير أخلاقية تهدد أسس العدالة التجارية، مما يستوجب تعزيز جهود الرقابة والمحاسبة لضمان حماية المستهلك والحفاظ على قوة الاقتصاد الوطني.

متى يجب الإبلاغ عن الغش التجاري في السعودية؟

يُعد الإبلاغ عن الغش التجاري إجراءً ضروريًا لحماية المستهلكين وضمان نزاهة الأسواق التجارية في المملكة، حيث يسهم في التصدي للممارسات غير القانونية التي تهدد الصحة العامة أو تضلل المستهلكين. وتساعد ذلك في تعزيز بيئة تجارية عادلة وآمنة، وزيادة الثقة في المنتجات المحلية والدولية المعروضة في الأسواق. يجب تقديم بلاغ رسمي عند رصد أي من الحالات التالية:

  • شراء منتج غير مطابق للمواصفات القياسية، أو يحتوي على مواد قد تشكل خطرًا على الصحة، مثل الأدوية المغشوشة أو الأغذية الفاسدة.
  • اكتشاف تلاعب في تواريخ الصلاحية أو عرض منتجات منتهية الصلاحية للبيع.
  • استخدام علامات تجارية مقلدة أو بيع منتجات تحمل شعار علامة تجارية معروفة دون تصريح قانوني.
  • عرض منتجات بمزاعم تسويقية زائفة تدّعي امتلاك خصائص أو فوائد غير حقيقية.
  • طرح منتجات لا تتوافق مع المواصفات الفنية أو معايير الجودة المعتمدة في المملكة.

إجراءات التبليغ عن الغش التجاري في السعوديةعقوبة الغش التجاري

تهدف إجراءات التبليغ عن الغش التجاري في المملكة العربية السعودية إلى تعزيز نزاهة الأسواق وضمان حماية المستهلكين من الممارسات التجارية غير القانونية. لذا، عند التعرض لعملية غش أو خداع تجاري، يُنصح بالاستعانة بمحامٍ مختص لضمان تقديم البلاغ بشكل قانوني سليم، مع اتباع الخطوات الرسمية التي أتاحتها وزارة التجارة السعودية، والتي تشمل ما يلي:

1- التبليغ عبر الموقع الإلكتروني لوزارة التجارة

الدخول إلى الموقع الرسمي لوزارة التجارة السعودية واستخدام خدمة “بلاغات الغش التجاري”.

  • تعبئة نموذج البلاغ بدقة، مع تضمين تفاصيل المخالفة، واسم المنشأة، وموقعها، وطبيعة الغش التجاري، سواء كان ذلك في بيع منتجات مقلدة، التلاعب بتواريخ الصلاحية، أو أي ممارسات تجارية مخالفة.
  • إرفاق أدلة داعمة مثل صور المنتجات المغشوشة، الفواتير، أو أي مستندات تثبت وقوع المخالفة.
  • بعد تقديم البلاغ، تقوم الجهات المختصة في وزارة التجارة بمراجعة البيانات وإجراء تحقيقات رسمية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
  • في حال ثبوت الغش، تُفرض عقوبات صارمة تشمل الغرامات أو اتخاذ إجراءات قانونية ضد المخالفين.

2- التبليغ عبر تطبيق “بلاغ تجاري”

  • أطلقت وزارة التجارة تطبيقًا إلكترونيًا مخصصًا لاستقبال بلاغات الغش التجاري، ويمكن تحميله عبر متاجر التطبيقات الإلكترونية.
  • يتيح التطبيق تقديم البلاغات بشكل فوري، مع إمكانية إرفاق صور أو مستندات داعمة تُثبت وقوع المخالفة.

3- التبليغ عبر الاتصال الهاتفي

  • خصصت وزارة التجارة الرقم الموحد 1900 لاستقبال شكاوى الغش التجاري، حيث يمكن التواصل مباشرة مع الجهات المعنية.
  • بعد الإبلاغ، يتم تحليل المعلومات وإحالة الشكوى إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

يُعد الإبلاغ عن الغش التجاري خطوة جوهرية في حماية المستهلكين وتعزيز بيئة تجارية عادلة، لذا تحث الجهات الرسمية على المساهمة الفعالة في كشف المخالفات التجارية، لضمان ردع التجار المخالفين وحماية الاقتصاد الوطني.

أركان جريمة الغش التجاري في السعودية

تُعد جريمة الغش التجاري من الجرائم الاقتصادية التي تستوجب عقوبات صارمة، حيث حدد نظام مكافحة الغش التجاري في المملكة العربية السعودية مجموعة من الأركان التي يجب توافرها لإثبات وقوع الجريمة، وهي كالتالي:

1- الركن المادي

يمثل هذا الركن الفعل الملموس الذي يؤدي إلى وقوع الجريمة، ويتحقق من خلال أي تصرف أو ممارسة غير قانونية تؤدي إلى التلاعب بجودة المنتجات أو مكوناتها، مثل:

  • بيع أو عرض منتجات مغشوشة لا تتوافق مع المواصفات القياسية.
  • إنتاج سلع غير مطابقة للمعايير أو استخدامها مواد أولية رديئة دون الإفصاح عن ذلك.
  • التلاعب بالأوزان أو المقاييس لتضليل المستهلك وزيادة الأرباح بطرق غير مشروعة.
  • استخدام علامات تجارية مزيفة أو تقليد منتجات أصلية بغرض خداع المستهلكين.
  • تعديل تواريخ الصلاحية أو تقديم معلومات غير صحيحة عن جودة المنتج.

2- الركن المعنوي (القصد الجنائي)

يتعلق بنية الجاني وإرادته في ارتكاب الغش، حيث يُشترط أن يكون المتهم على دراية بأن الفعل الذي يقوم به غير قانوني، وأنه يسعى لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب المستهلكين. وهذا القصد قد يكون:

  • قصدًا مباشرًا عندما يتعمد التاجر أو المصنع خداع المستهلكين بهدف تحقيق أرباح غير قانونية.
  • قصدًا غير مباشر عندما يكون الفاعل على علم بأن ما يبيعه أو تقدمه مغشوش لكنه لا يتخذ أي إجراء لتصحيح الوضع.

3الركن الشرعي

يُشير إلى النصوص القانونية التي تجرّم أفعال الغش التجاري وتحدد العقوبات المترتبة عليها، حيث يستند هذا الركن إلى نظام مكافحة الغش التجاري السعودي الذي ينص على العقوبات المفروضة على مرتكبي هذه الجريمة، والتي قد تشمل الغرامات المالية، السجن، إغلاق المنشآت التجارية، أو حتى الإبعاد في حالة الأجانب.

في ظل التشريعات الصارمة التي تفرضها المملكة، تبقى عقوبة الغش التجاري في السعودية وسيلة حاسمة لضمان نزاهة الأسواق وحماية حقوق المستهلكين. فالتزام التجار والمستثمرين بالممارسات العادلة لا يعزز فقط الثقة في الاقتصاد الوطني، بل يسهم أيضاً في تحقيق بيئة تجارية أكثر استدامة وأماناً. ومع ذلك، فإن مواجهة الغش التجاري لا تقع على عاتق الجهات الرقابية فقط، بل تتطلب وعياً مجتمعياً وإبلاغاً فورياً عن أي مخالفة لضمان سوق نظيفة وعادلة للجميع.

للمزيد من المعلومات والاستشارات القانونية حول القضايا التجارية، يمكنكم الرجوع إلى الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة، حيث تقدم فريقه المتخصص المشورة القانونية اللازمة لمواجهة أي قضية تتعلق بالغش التجاري وفقاً لأحدث الأنظمة السعودية.