الكفالة في القضايا الجزائية​

كل ماتحتاج معرفتة عن الكفالة في القضايا الجزائية​

تُعد الكفالة في القضايا الجزائية إحدى الركائز القانونية التي توازن بين حفظ الأمن العام وضمان حقوق المتهم. فهي إجراء قانوني يمكّن المتهم من الخروج المؤقت من الحجز إلى حين البت النهائي في القضية، ضمن شروط وضوابط صارمة تكفل حضور المتهم للمحاكمة دون الإضرار بمسار العدالة. وتكتسب هذه الكفالة أهمية خاصة في النظام الجزائي السعودي، حيث تُراعى فيها طبيعة الجريمة، وخطورة المتهم، وضمانات الحضور.

ومن خلال الموقع الرئيسي لمجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة، نوفر شرحًا قانونيًا دقيقًا وإجابات وافية لكل ما يتعلق بالكفالة في القضايا الجزائية، بدءًا من شروط قبولها، وأنواعها، وحتى الحالات التي تُمنع فيها الكفالة تمامًا. إذ يتولى نخبة من المحامين المختصين تقديم المشورة القانونية والترافع لضمان تحقيق التوازن بين العدالة وحقوق المتقاضين، وفقًا لأعلى المعايير المهنية والقانونية المعتمدة في المملكة.

ومحامي قضايا عامة هو محامي متخصص في التعامل مع مختلف أنواع القضايا القانونية التي قد تشمل المنازعات المدنية والتجارية والعقوبات. يتمتع هذا المحامي بقدرة على تقديم المشورة القانونية وتمثيل العملاء في محاكم متعددة من مختلف المجالات القانونية.

فهم القضايا الجزائية الكفالة في القضايا الجزائية​

تشكل القضايا الجزائية الأداة القانونية التي يعتمد عليها المجتمع لحماية أمنه واستقراره، وردع الجريمة وملاحقة مرتكبيها عبر إجراءات قضائية تضمن تحقيق العدالة. ويكمن جوهر الدعوى الجزائية في تحديد هوية الجاني، ومحاكمته أمام الجهات المختصة، ثم إصدار الحكم وتنفيذ العقوبة بموجب قرار قضائي نافذ.

ويُعنى القانون الجزائي بتنظيم هذا النوع من القضايا، ساعيًا ليس فقط إلى معاقبة الجناة، بل أيضًا إلى إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، وذلك بخلاف القانون المدني الذي يركّز على فض النزاعات الخاصة بين الأفراد وتعويض المتضررين.
ومن المهم الإشارة إلى أن العديد من الدول العربية تستخدم مصطلح “القانون الجنائي” كمرادف لـ “القانون الجزائي”، رغم اختلاف التسميات بين الأنظمة القانونية.

لمن يبحث عن الخبرة القانونية والرأي الرصين في مختلف القضايا، نرحب بك في الموقع الرئيسي لمجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة، وجهتك القانونية الأولى.

كيفية الاستعلام عن القضايا الجزائية 

يتيح موقع وزارة العدل خدمة إلكترونية متقدمة تُمكّن الأفراد من الاستعلام عن القضايا الجزائية وكافة أنواع القضايا الأخرى، من خلال أدوات بحث دقيقة تشمل الرقم المرجعي، والاختصاص المكاني والقضائي، مما تساعد في الوصول إلى جميع تفاصيل الدعوى بكل سهولة. وتُعد هذه الخدمة خطوة مهمة نحو تعزيز الشفافية وتيسير الوصول إلى العدالة.

أما المحامون، فيُمكنهم الاستفادة من خدمات الاستعلام عبر استخدام الاسم أو الرقم الوطني، مع إمكانية عرض مرفقات القضايا المحفوظة في الأرشيف، بما في ذلك محاضر الجلسات وتفاصيل الدعوى. كما يُمكنهم تفعيل خدمة الاستعلام الإلكتروني من خلال تحديث بياناتهم لدى نقابة المحامين، ولا سيما البريد الإلكتروني، حيث تقوم النقابة بربط هذه البيانات مباشرة مع وزارة العدل لتسهيل الوصول إلى معلومات القضايا ومتابعتها بدقة واحترافية.

نظام الكفالة في القضايا الجنائية بالسعودية

تُعرّف الكفالة في القضايا الجنائية في النظام السعودي بأنها التزام قانوني يتعهّد بموجبه شخص يُعرف بـ”الكفيل” أمام المحكمة بإحضار المتهم أو المشتكى عليه في الزمان والمكان المحددين، وذلك مقابل الإفراج المؤقت عنه لحين انتهاء الإجراءات القضائية. وتُعد الكفالة أحد أبرز الآليات القانونية التي توازن بين حق المتهم في الحرية المؤقتة، وحق المجتمع في تحقيق العدالة.

وتتنوع صور الكفالة في القضايا الجنائية في المملكة العربية السعودية، وفقًا لطبيعة الجريمة وظروف القضية، ومن أبرز أنواعها:

  • الكفالة الحضورية: وهي الأكثر شيوعًا، وتُفرض لضمان التزام المتهم بحضور جميع جلسات المحاكمة، خاصة في القضايا ذات الطابع البسيط أو المتوسط. أما في القضايا الجنائية الجسيمة، فيُحال المتهم إلى المحاكمة وهو موقوف احتياطيًا.
  • كفالة الإفراج المشروط: وتُمنح للمحكوم عليه بعقوبة جزائية، شريطة إثبات حسن السلوك بعد الإفراج، مع بقاء الالتزام بإحضاره عند أي إخلال بالشروط، ليُعاد إلى السجن ويُستكمل تنفيذ العقوبة المقررة بحقه.
  • الكفالة المالية: وتشمل التزام الكفيل بسداد الغرامات أو التعويضات المدنية المترتبة على المتهم في حال تخلّفه عن سدادها، ويصبح الكفيل مسؤولًا مباشرة عن الوفاء بها.
  • تُعد الكفالة الحضورية شرطًا جوهريًا للإفراج عن المتهم في بعض القضايا الجزائية، شريطة تحديد موطن مختار له وحضوره الكامل لجميع جلسات المحاكمة، وهو ما يعكس حرص النظام القضائي السعودي على تحقيق التوازن بين الإجراءات القضائية وحقوق الأفراد.
  • قضايا المحكمة الجزائية
  • تشمل قضايا المحكمة الجزائية، المعروفة أيضًا بالقضايا الجنائية، طيفًا واسعًا من الأفعال التي يُحرّمها القانون ويعاقب مرتكبيها؛ إذ تسعى الجهات القضائية من خلال هذه القضايا إلى المحافظة على الأمن العام وحماية حقوق الأفراد. وفيما يلي أبرز التصنيفات الرئيسة للقضايا الجزائية:
  • الجرائم الشخصية تتسبب هذه الجرائم في إلحاق ضرر جسدي أو نفسي بالمجني عليه، مثل جرائم القتل العمد، والضرب المفضي إلى الموت، وجرائم العنف عمومًا كالخطف والحرق العمد والاغتصاب.
  • الجرائم القانونية تقع ضمن هذا النوع جرائم المخدّرات والكحول وجرائم المرور، وتأتي محظورةً بموجب القانون بهدف ردع الأفراد عن الانخراط في سلوكيات مضرّة ومخالفة للأنظمة.
  • الجرائم المالية تشمل هذه الفئة جرائم الابتزاز والسرقة والاختلاس والاحتيال وغسل الأموال وغيرها من الأنشطة المخالفة للنظام المالي. وغالبًا ما تديرها مجموعات إجرامية منظمة (مافيا) تمتدّ أذرعها عبر عدة بلدان.
  • الجرائم غير المكتملة يُقصد بها الأفعال التحضيرية لارتكاب جريمة أخرى، حتى وإن لم تُحدث ضررًا فعليًا. يكفي توفّر نيّة محددة أو مؤامرة أو تحريض على جريمة أساسية لإدانة مرتكبها. وقد تتساوى عقوبتها في بعض الحالات مع عقوبة الجريمة المكتملة أو تكون أقلّ شدّة.
  • جرائم الملكية تتمثل في أي اعتداء على ممتلكات الآخرين أو حرمانهم من الانتفاع بها، مثل سرقة المنازل أو السيارات أو المتاجر، وتشمل مختلف صور السرقات التي تُقيّد حق الملكية.

أنواع الكفالة في المملكة العربية السعودية

تنقسم الكفالة في النظام القانوني السعودي إلى نوعين رئيسيين، لكل منهما طبيعته القانونية ومجاله التطبيقي:

  • الكفالة الحضورية (الكفالة بالنفس): وهي التزام يتعهد فيه الكفيل بإحضار الشخص المكفول عند الحاجة، سواء أكان مدينًا يجب تقديمه للدائن، أو متهمًا يجب مثوله أمام المحكمة في مواعيد الجلسات. ويُعد هذا النوع من الكفالة أحد الضمانات الأساسية لحسن سير العدالة وعدم تعطيل الإجراءات القضائية.
  • الكفالة الغُرمية: وتُعرف أيضًا بكفالة المال، وتقوم على أساس ضم ذمة الكفيل إلى ذمة المدين أو المكفول، بحيث يُطالب الكفيل بتنفيذ الالتزام المالي إذا عجز المدين عن الوفاء به. وهي تُعد التزامًا تضامنيًا يعزز من ضمان الحقوق المالية للطرف الدائن.

يمثل كل من هذين النوعين ركيزة أساسية في التعاملات القضائية والمالية، ويؤكدان على التزام النظام السعودي بتحقيق التوازن بين حماية الحقوق وضمان تنفيذ الالتزامات.

حالات انتهاء الكفالة الحضورية في النظام السعودي

تنتهي الكفالة الحضورية في عدة حالات نصّ عليها النظام، أبرزها وفاة الكفيل، حيث يُعد هذا السبب كافيًا لسقوط الكفالة، وتقوم المحكمة حينها بإصدار مذكرة إحضار أو توقيف بحق المكفول، ما لم يتقدّم كفيل آخر لتحمّل المسؤولية بدلًا عن المتوفى.
كما تُعد الكفالة منتهية أيضًا بسداد الدين محل الالتزام أو انقضائه لأي سبب قانوني، مثل سقوط الدعوى أو انعدام المسؤولية. وفي جميع الحالات، يتوجب على الجهات القضائية التحقق من تحقق أحد أسباب الانتهاء لإسقاط أثر الكفالة وإخلاء مسؤولية الكفيل.

الشروط النظامية للكفالة الحضورية بعد صدور الحكم في السعودية الكفالة في القضايا الجزائية​

تخضع الكفالة الحضورية بعد صدور الحكم في القضايا الجزائية لعدد من الشروط الصارمة التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين مصلحة المجتمع ومراعاة أحوال المحكوم عليه. ومن أبرز هذه الشروط:

  • قضاء ثلاثة أرباع مدة العقوبة من قِبل المحكوم عليه، وذلك شرط أساسي في حالات كفالة العقوبة، ما لم يكن الحكم بالسجن المؤبد.
  • إثبات حسن السلوك والانضباط داخل السجن، ويُشترط أن يظهر المكفول التزامًا أخلاقيًا وسلوكيًا أثناء فترة سجنه، سواء في تعامله مع السجناء الآخرين أو مع عناصر الشرطة، ويتم توثيق ذلك بشهادة رسمية صادرة عن إدارة السجن.
  • عدم تشكيل المحكوم عليه خطورة على المجتمع عند الإفراج عنه، ويُراعى في ذلك سوابقه وسلوكه العام أثناء فترة العقوبة.
  • تسديد كافة الالتزامات المالية الصادرة بحقه بموجب الحكم الجزائي، سواء كانت غرامات أو تعويضات.

في حال كان الحكم بالسجن المؤبد، فلا يُسمح بالإفراج بكفالة إلا بعد قضاء مدة لا تقل عن 20 سنة من العقوبة.

وفي جميع الأحوال، يتم إخضاع المفرَج عنه بكفالة لرقابة شرطية دورية، بهدف تقييم سلوكه ودرجة اندماجه في المجتمع، وضمان التزامه بشروط الإفراج.

الشروط النظامية للكفالة الحضورية قبل صدور الحكم في السعودية

تخضع الكفالة الحضورية قبل صدور الحكم لعدد من الضوابط القانونية التي تهدف إلى تنظيم إجراءات الإفراج المؤقت عن المتهم وضمان مثوله أمام الجهات القضائية، ومن أبرز هذه الشروط:

  • أن يكون الكفيل سعودي الجنسية، لضمان ارتباطه بالنطاق القضائي وسهولة متابعته قانونيًا عند الحاجة.
  • ألا تكون الكفالة مرتبطة بقضية لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بوظيفة الكفيل، منعًا لتضارب المصالح أو إساءة استخدام النفوذ.
  • أن تكون الكفالة مخصصة لقضية محددة دون غيرها، لضمان وضوح نطاق الالتزام.
  • أن يقوم الشخص المكفول بتحديد موطن إقامة مختار، يتم اعتماده لإبلاغه بجميع ما يصدر عن المحكمة من إشعارات أو استدعاءات.
  • أن تكون القضية محل الكفالة من القضايا غير الكبرى، كما تُحدد وفق التصنيف الصادر عن وزارة الداخلية، حيث لا تُقبل الكفالة في الجرائم المصنفة ضمن الجرائم الجسيمة أو المهددة لأمن المجتمع.

الشروط المنظمة للكفالة الحضورية في النظام السعودي

أصدرت وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية قرارًا ينظم أحكام نظام الكفالة الحضورية، متضمنًا القواعد والضوابط التي تحكم قبول الكفالة، سواء كانت حضورية أو مالية، وذلك بهدف ضمان حسن سير العدالة وعدم الإخلال بالإجراءات القضائية.

وقد تم تحديد شروط الكفالة الحضورية وفقًا لطبيعتها وتوقيت تقديمها، حيث تختلف هذه الشروط بحسب ما إذا كانت الكفالة تتعلق بـحضور المتهم أثناء سير المحاكمة، أو كانت كفالة حضورية للإفراج المؤقت عن المحكوم عليه خلال فترة تنفيذ العقوبة. ويُراعى في الحالتين أن تتوافر الشروط النظامية التي تكفل تحقيق الغرض من الكفالة، دون الإضرار بالمصلحة العامة أو المساس بحقوق الأطراف الأخرى.

الخطوات الإلكترونية لتقديم طلب الكفالة الحضورية في القضايا الجنائية بالسعودية

أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن تفعيل خدمة إلكترونية تتيح إمكانية تقديم طلب الإفراج عن المتهم بموجب كفالة مالية دون الحاجة إلى مراجعة المحكمة، وذلك تسهيلًا للإجراءات وتسريعًا للعمل القضائي. ويتم تقديم الطلب عبر منصة “أبشر” الإلكترونية باتباع الخطوات التالية:

  • الدخول إلى حساب المستخدم في منصة أبشر.
  • من قائمة الخدمات، اختيار خدمات الإمارة، ثم النقر على خدمة عائلتك.
  • التوجه إلى صفحة خدمات السجناء.
  • تعبئة البيانات المطلوبة بدقة، وتشمل: اسم المتهم ورقم الهوية والجنسية ورقم الهاتف ورقم القضية واسم السجن المحتجز به وتاريخ تقديم طلب الإفراج
  • بعد مراجعة البيانات والتأكد من صحتها، يتم الضغط على خيار “موافقة” ثم “إرسال”.

تُعد هذه الخدمة نقلة نوعية في تسريع إجراءات الكفالة وتقليل الجهد على ذوي المتهم، بما تضمن تحقيق العدالة مع الحفاظ على حقوق الجميع.

في الختام، تبقى الكفالة في القضايا الجزائية أداة قانونية بالغة الأهمية، تجمع بين حماية حقوق الأفراد وضمان سير العدالة دون تعسف أو إخلال بالأمن العام. ولأن هذا الإجراء يتطلب فهماً دقيقاً للأنظمة واللوائح، فإن الاستعانة بجهة قانونية موثوقة يُعد خطوة جوهرية لكل من يواجه مثل هذه القضايا. ومن هذا المنطلق، يُقدم الموقع الرئيسي لمجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة دعماً قانونياً شاملاً واستشارات متخصصة في كافة مراحل الكفالة، ليكون موكلك على دراية كاملة بحقوقه وخياراته القانونية، مدعومًا بخبرة فريق قانوني متمرس في الشأن الجزائي.