التزييف والتزوير

ما هو الفرق بين الفرق بين التزييف والتزوير وعقوبة كل منهما

في عالم القانون والعدالة، كثيرًا ما يُطرح التساؤل حول “الفرق بين التزييف والتزوير”، وهما مصطلحان يبدوان متشابهين في الظاهر، لكن الفارق بينهما قد يعني الفرق بين جريمة جنائية وجنحة بسيطة. فالتزييف لا يشبه التزوير إلا في النتيجة، أما الوسائل والنوايا فلكلٍّ طبيعته القانونية الخاصة وآثاره الخطيرة في المحاكم ودوائر التحقيق.

ولفهم هذا التمايز الدقيق، يسلّط الموقع الرئيسي لمجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة الضوء على أهم الفروق الجوهرية بين التزييف – كتشويه أو تقليد مستند أو توقيع دون إنشاء جديد – وبين التزوير، الذي يمتد ليشمل خلق مستند مزوّر من الأساس أو تحريف جوهري لمضمونه. التفرقة هنا ليست مجرد معرفة لغوية، بل مسألة مصيرية في القضايا الجنائية والتجارية التي تمس الثقة العامة وسلامة التعاملات.

التزييف والتزوير

أولًا: ما هو التزييف؟

 التزييف هو إنشاء نسخة مطابقة لشيء أصلي – وغالبًا ما يكون عملات – من جهة غير شرعية، بهدف الغش والخداع. إذ تعتبر عملية سكّ العملات وطبعها من الاختصاصات الحصرية للحكومات الوطنية، وقد عقدت العديد من الدول اتفاقيات دولية لتجريم ومعاقبة من يرتكب جرائم تزييف العملات. ولهذا، تضع منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) هذا النوع من الجرائم في دائرة اهتمامها البالغ، وتسعى لتفكيك الشبكات التي تمارس هذا النشاط عبر الحدود.

أما ما يُعرف بتزييف السلع التجارية الشهيرة – مثل الملابس، الإلكترونيات، وقطع غيار السيارات – فيُشار إليه أيضًا بـ”انتحال العلامات التجارية”. وغالبًا ما يواجه أصحاب المنتجات الأصلية صعوبات كبيرة في حماية حقوق الملكية الفكرية الخاصة بهم، لا سيما مع انتشار النسخ المقلدة التي تكون غالبًا منخفضة الجودة. ويقع المستهلكون في فخ الخداع، معتقدين أنهم يشترون منتجات أصلية. وتحرص حكومات الدول المتقدمة على اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة هذا النوع من التزييف، نظرًا لما يمثّله من تهديد مباشر للاقتصاد المحلي، وقد يؤثر الإهمال في مواجهته على فرص النجاح التجاري والاستثماري لتلك الدول.

ثانيًا: ما هو التزوير؟

 التزوير هو التغيير المتعمد في مستند رسمي مكتوب بقصد الغش أو الاحتيال، ويشمل ذلك توقيع مستندات باسم شخص آخر بصورة احتيالية، مثل الشيكات، العقود، الوصايا، بطاقات الهوية، والشهادات الأكاديمية. ويمتد التزوير أيضًا إلى المجال الثقافي، حيث يظهر في شكل “تزوير أدبي”، إذ يُقدَّم عمل مزور على أنه مخطوطة نادرة أو وثيقة ذات قيمة تاريخية. ويُطلق على مرتكبي هذا النوع من الجرائم “مزورو الأدب”، وهم الذين يصطنعون أو يحرفون النصوص بهدف خداع المتلقين وتحقيق مكاسب غير مشروعة.

الفرق الحاسم بين التزييف والتزوير

يُقصد بالتزييف إصدار نسخة مطابقة لأصل معيَّن – لا سيما العملات – من جهة غير مخوّلة قانونًا، بهدف الاحتيال أو التضليل. فسكّ العملات وطبعها مسؤولية حصرية للدول والحكومات، ويُعد الاعتداء على هذا الامتياز جريمة عابرة للحدود، تعاقَب بموجب اتفاقيات دولية صارمة. ولهذا، تولي منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) اهتمامًا بالغًا بتتبع شبكات التزييف العالمية والتحقيق مع المتورطين فيها.

أما تزييف العلامات التجارية – والذي يُشار إليه أحيانًا بـ”الانتحال” – فيتجلى في تقليد المنتجات ذات الأسماء الرائجة مثل الملابس، الأجهزة الإلكترونية، وقطع غيار السيارات. وغالبًا ما تكون هذه النسخ المقلّدة رديئة الجودة، ما يُعرّض المستهلكين للغش عند شرائها. ويكافح الكثير من أصحاب العلامات الأصلية لحماية حقوق ملكيتهم الفكرية في وجه موجات التزييف، إذ إن عجز الحكومات عن اتخاذ إجراءات حاسمة قد يؤدي إلى انهيار الأسواق المحلية ويُفقدها ثقة المستهلكين والشركاء الدوليين.

في المقابل، يُعرف التزوير بأنه التلاعب العمدي بمستندات أو وثائق مكتوبة بهدف الخداع أو الاحتيال. ويشمل ذلك التوقيع الكاذب على شيكات، عقود، وصايا، شهادات، أو بطاقات هوية، مما يُعد اعتداءً مباشرًا على مصداقية الوثائق الرسمية. كما يشمل التزوير في الأوساط الأدبية، مثل انتحال مخطوطات مزعومة أو تقديم وثائق زائفة على أنها أعمال نادرة ذات قيمة تاريخية، ويُطلق على مرتكبي هذه الأفعال لقب “مزوري الأدب”.

الفرق بين التزوير والتقليد في العلامات التجارية 

  • التزوير: تغيير جوهري متعمَّد في مستند رسمي أو وثيقة بهدف الاحتيال.
  • التقليد: صناعة منتج مشابه للأصل من البداية، بدون تصريح أو ترخيص، مما يضر بالملكية الفكرية.
  • تزييف العملة: إدخال تغيير مادي على العملات القائمة – بالتمويه أو الإنقاص – لتغيير قيمتها.
  • تقليد العملة: إنشاء عملة من العدم تتشابه مع الأصل الحقيقي.

ومن هنا، يتضح أن العملة الواحدة قد تكون موضوعًا لجريمة تقليد أو تزييف أو تزوير، وهو ما تناولته صراحةً المواد من 202 إلى 205 من قانون العقوبات المصري. لذا يُعدّ فهم الفروق الدقيقة بين هذه المصطلحات ضرورة لا غنى عنها لكل من يتعامل مع الوثائق، التجارة، أو القانون.

والمعرفة المزيد من المعلومات يجب التواصل مع الموقع الرئيسي مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية 

أخطر أساليب التزوير والتزييف وكيفية كشفها قانونيًا وفنيًا

تُعد جرائم التزوير والتزييف من أخطر الجرائم الجنائية، نظرًا لما تُسببه من أضرار مادية جسيمة وخسائر معنوية تمس الثقة العامة، ولذلك يعاقب عليها القانون باعتبارها جنايات، وفقًا لما ورد في المواد من 202 حتى 229 مكرر من الفصلين الخامس والسادس عشر من قانون العقوبات.

ويعتمد القضاء وهيئات التحقيق المتخصصة على شعبة التزوير والتقليد التابعة لمجموعة الطب الشرعي، والتي تضطلع بدور محوري في فحص العملات المشكوك في صحتها، والتحقق من صحة الوثائق الرسمية والمحررات المشبوهة. وتستخدم هذه الجهات تقنيات علمية متقدمة وأساليب فنية دقيقة لكشف علامات التزوير، سواء عبر فحص الحبر، أو نوع الورق، أو تحليل التوقيعات والاختام، في سبيل الوصول إلى الحقيقة وتقديم المزورين للعدالة.

أنواع التزوير

يأخذ التزوير أشكالًا متعددة، تتنوع بتنوع الأساليب المستخدمة فيه، وتكمن خطورته في قدرته على تضليل الجهات الرسمية وتشويه الحقيقة. من أبرز أنواع التزوير:

  • التزوير بالنقل المباشر أو غير المباشر: ويتم باستخدام وسائل مثل ورق الكربون أو تتبع الضغط اليدوي، حيث يُعاد إنتاج الكتابة أو التوقيع على مستند آخر بطريقة تحاكي الأصل.
  • التزوير بالمسح الآلي: ويتم عبر استخدام أجهزة متخصصة لمسح أو إزالة أجزاء من الكتابة الأصلية في المستند، في محاولة لإخفاء المعلومات أو استبدالها بمحتوى مزوّر.
  • التزوير بالمحو الكيميائي: ويعتمد على استخدام مواد كيميائية لإزالة حبر الطباعة أو الكتابة من المستندات، مما يطمس الحقيقة ويفتح المجال لإدخال بيانات زائفة.
  • التزوير بالإضافة: حيث يتم إدخال عبارات أو كلمات جديدة إلى مستند رسمي بعد تحريره، دون أن يظهر ذلك في النسخة الأصلية، ما يُغيّر مضمونه القانوني.
  • التزوير بالتعتيم: ويشمل إخفاء معلومات أو عناصر في الوثيقة الأصلية، سواء كانت حروفًا أو أرقامًا أو رموزًا، عن طريق الشطب أو الكتابة فوقها بهدف طمس المعنى الحقيقي.

كل نوع من هذه الأنواع يُعدّ جريمة قائمة بذاتها، تتطلب فحصًا فنيًا دقيقًا لاكتشافها وإثباتها أمام القضاء، لما تمثله من تهديد مباشر لنزاهة المستندات والوثائق الرسمية.

كشف التزوير في المستندات 

يُعد كشف التزوير عملية دقيقة ومعقدة، تعتمد على فحص منهجي للوثائق المشكوك في صحتها باستخدام معايير علمية دقيقة. ومن أبرز الخطوات المتبعة في هذا المجال:

  • تحليل نوع الورق: يبدأ الفحص بالتدقيق في نوع الورق المستخدم، ومدى توافقه مع الورق المعتمد رسميًا، بالإضافة إلى ملمس السطح من حيث النعومة أو الخشونة، وهو ما قد يكشف استخدام ورق مختلف عن المعتاد.
  • فحص أدوات الكتابة: يتم التحقق من نوع الحبر أو الطباعة المستخدمة، لمعرفة ما إذا كانت متسقة مع الأدوات الأصلية، خاصة في الوثائق الحساسة كالشهادات أو الشيكات البنكية.
  • تحليل الكتابة اليدوية: يُفحص توزيع الكلمات والمقاطع، وأحجامها، وانتظام الحروف والمسافات بينها، بالإضافة إلى مدى التناسق في السطور، ووضوح الوقوف والانحدار في الخطوط.
  • مستوى الجودة والجانب اللغوي: يتم تقييم جودة الخط المكتوب، ومدى التزامه بالقواعد النموذجية، إلى جانب دراسة اللغة المستخدمة للتأكد من خلوها من أخطاء غير مألوفة في المستندات الرسمية.
  • تحليل البناء الحرفي: يُعتمد على مقارنة الحروف في مواضع متشابهة بين المستند الأصلي والعينة المشكوك بها، مع التدقيق في طريقة اتصال الحروف ببعضها ضمن الكلمة الواحدة.
  • فحص النقاط والفواصل: يتم التركيز على شكل النقاط، حجمها، وموضعها، إذ أن الاختلاف الطفيف فيها قد يشير إلى تلاعب أو انتحال.
  • قياس درجة ميل الخط: تُلاحظ زاوية الكتابة، سواء كانت مائلة أو مستقيمة، ومدى تناسقها مع النمط العام للوثيقة.
  • تحليل حركة اليد أثناء الكتابة: يُدرس اتجاه حركة اليد، أفقية كانت أم رأسية، للكشف عن أي اضطراب في تدفق الكتابة قد يدل على التزوير أو التردد في التوقيع.

كل خطوة من هذه الخطوات تُنفَّذ باستخدام أدوات فنية متقدمة وخبرة تحليلية عالية، ويُعتمد عليها بشكل أساسي في التحقيقات الجنائية والإدارية لتحديد صحة المستندات وإثبات التزوير من عدمه.

عقوبات التزييف والتزوير في القانون

تُعد جريمتا التزوير والتزييف من أخطر الجرائم التي تهدد النزاهة القانونية والأمن الاقتصادي، ولهذا يواجه مرتكبهما عقوبات صارمة بحسب طبيعة الجريمة وظروف ارتكابها.

عقوبة التزوير تبدأ من الحبس والغرامة، وتتصاعد لتصل إلى السجن المشدد إذا تكررت الجريمة من الجاني أو ارتُكبت في إطار وظيفي. ويُعاقَب الموظف العام بالسجن المشدد أو السجن إذا ارتكب تزويرًا أثناء أدائه لوظيفته، سواء تعلق الأمر بالأحكام القضائية أو التقارير الرسمية أو المحاضر أو الوثائق والسجلات الحكومية. ويشمل التزوير في هذه الحالة: وضع توقيعات أو أختام مزوّرة، تعديل في النصوص أو الأسماء أو البيانات، أو إدخال إضافات احتيالية على المستندات الرسمية.

أما إذا ارتكب التزوير شخص ليس موظفًا عامًا، فإن القانون يعاقبه بـالسجن أو الأشغال الشاقة المؤقتة لمدة لا تتجاوز عشر سنوات، متى اقترنت الجريمة بتزوير مستندات رسمية كما ورد تفصيلًا في المواد القانونية ذات الصلة.

كما يُعاقَب كل موظف يعمل لصالح جهة حكومية أو قضائية قام، بقصد التزوير، بتغيير مضمون السندات أو شروطها أو البيانات الواردة فيها، سواء بتحريف تصريحات الأطراف أو قلب الحقائق أو تقديم بيانات مزوّرة على أنها صحيحة – بعلم تام بتزويرها – بالسجن أو الأشغال الشاقة المؤقتة.

وتشمل العقوبات أيضًا من يستخدم المحررات المزوّرة مع علمه بذلك، حيث يُعاقب بالسجن لمدة تتراوح من ثلاث إلى عشر سنوات، وفقًا لما نصّت عليه المواد القانونية ذات الصلة، لما في هذا الفعل من تواطؤ واضح على تضليل العدالة وتزييف الحقيقة.

أدق طرق كشف التزوير والتزييف

تُعد عملية كشف التزوير والتزييف من العمليات المعقدة التي تتطلب فحصًا دقيقًا للمستندات محل الشبهة، باستخدام تقنيات تحليلية متقدمة تجمع بين الخبرة البشرية والأدوات الفنية. وتتم هذه العملية وفقًا لمجموعة من الخطوات المنهجية، أبرزها:

  • فحص مستوى الكتابة: يتم التحقق من جودة الكتابة ومدى التزامها بالقاعدة النموذجية المعتمدة، إلى جانب دراسة الجانب اللغوي لاكتشاف أي مؤشرات تدل على عدم اتساق الأسلوب أو وجود أخطاء غير معتادة.
  • تحليل البناء الحرفي: يُدرس شكل الحروف واتصالها بالحروف السابقة واللاحقة ضمن الكلمة الواحدة، مع إجراء مقارنة دقيقة بين الحروف المتطابقة في المواقع المماثلة بين المستند المشكوك فيه والعينة الأصلية.
  • فحص النقاط والفواصل: يتم تحليل شكل النقاط والفواصل، وحجمها، وموضعها بدقة، إذ أن أي اختلاف طفيف قد يكشف عن محاولة تلاعب.
  • قياس درجة ميل الكتابة: يُرصد اتجاه ميل الحروف – سواء كانت عمودية أو مائلة – لتحديد نمط الكتابة الطبيعي أو الاصطناعي.
  • تحليل حركة اليد أثناء الكتابة: يتم تقييم طريقة تحرّك اليد على الورقة، سواء كانت باتجاه أفقي أو رأسي، للكشف عن التردد أو الاضطراب الذي قد يدل على تقليد توقيع أو تزوير في الكتابة.
  • فحص نوع الورق وملمسه: يُحلل نوع الورق المستخدم ومدى تطابقه مع الورق الرسمي المعتمد، إضافة إلى ملمس السطح (نعومة أو خشونة)، وهو عنصر أساسي في تحديد أصالة المستند.
  • تحليل أدوات الكتابة: يتم التحقق من نوع الحبر أو الطباعة المستخدمة في إنشاء المستند، سواء كان حبرًا يدويًا أو مطبوعًا، لمعرفة مدى تطابقها مع الوسائل الأصلية المستخدمة في الوثائق الرسمية كالشهادات أو الشيكات البنكية.
  • توزيع الكلمات والمقاطع: تُراجع توزيع الكلمات وأحجامها وانتظامها، وتُقاس المسافات بين الحروف والكلمات والأسطر، مما يكشف بسهولة أي عدم تناسق أو افتعال في النسخة المزورة.

كل هذه الأساليب مجتمعة تُسهم في الكشف الدقيق عن حالات التزوير أو التزييف، وتُعتبر أدوات لا غنى عنها في تحقيقات الطب الشرعي، والدوائر القضائية، والجهات الأمنية.

أبرز عناصر حماية المستندات ضد التزوير والتزييف

تحرص الدول والمؤسسات على تأمين مستنداتها ووثائقها الحساسة، سواء كانت ذات قيمة مادية أو قانونية أو رمزية، من خطر التزوير والتزييف. ولهذا، تعتمد على مجموعة من العناصر الأمنية المتقدمة، التي تُدمج في تصميم الوثيقة منذ لحظة إنشائها، ومن أبرز هذه العناصر:

  • نوع الورق: يُستخدم ورق ذو مواصفات أمنية عالية، مقاوم للماء والمحو الآلي أو الكيميائي، ويتميّز بحساسية واضحة تجاه المواد الكيميائية التي قد تُستخدم في التزوير، ما يسمح بكشف أي محاولة للتلاعب.
  • العلامة المائية: وهي تأثير بصري وتقني عالي الدقة، يُدمج داخل الورق بطريقة لا تُرى بالعين المجرّدة، وتظهر فقط عند تعريض الورقة للضوء النافذ، مما يجعل تزويرها بالغ الصعوبة.
  • سلك الضمان: خيط معدني أو بلاستيكي رفيع، يُدمج بشكل طولي داخل الورقة، ويظهر أحيانًا متقطعًا، وقد يحتوي على حروف أو رموز مميّزة، تُسهم في تعزيز أصالة الوثيقة.
  • الشعيرات الحريرية: وهي خيوط قصيرة ملوّنة، يتم توزيعها داخل الورقة إما عشوائيًا أو ضمن مناطق محددة، ويمكن رؤيتها بالعين المجرّدة، وتُعد علامة مميزة للتحقق من صحة الورقة.
  • الطباعة الدقيقة (الميكروبرنت): طباعة فائقة الدقة لا يمكن رؤيتها إلا بعدسة مكبّرة، وتُستخدم لإدخال تفاصيل لا يمكن نسخها بسهولة، ما يشكّل حاجزًا تقنيًا أمام المزورين.
  • الحماية ضد التصوير والاستنساخ: بعض الأوراق تُجهَّز بوسائط أمنية تكشف عمليات التصوير الضوئي أو المسح الإلكتروني، وتُظهر تلقائيًا كلمات أو رموزًا عند نسخ الوثيقة، ما يجعل تزويرها غير مجدٍ.
  • الطباعة بالحبر غير المرئي (الأشعة فوق البنفسجية): تتضمن طباعة شعار الجهة أو اسمها باستخدام أحبار لا تُرى إلا باستخدام الأشعة فوق البنفسجية، وتُعد من أقوى وسائل كشف التلاعب في المستندات الرسمية.
  • الملصق الهولوغرافي (Hologram): ويُستخدم بكثرة في الأوراق النقدية ووثائق الهوية، إذ يوفر طبقة حماية بصرية ثلاثية الأبعاد يصعب تقليدها، مما يجعله أحد أقوى عناصر التأمين المعتمدة عالميًا.

تتكامل هذه العناصر لتشكّل درعًا متينًا ضد محاولات التزوير، وتُعدّ بمثابة شهادة موثوقة على أصالة الوثيقة ومشروعيتها.

مكافحة التزوير والتزييف

تمثّل جرائم التزوير والتزييف تهديدًا خطيرًا على الثقة العامة والأمن الاقتصادي والقانوني للدول، لذا تتطلب مواجهتها منظومة متكاملة من الإجراءات الوقائية والردعية، يمكن تصنيفها إلى ثلاثة محاور رئيسية:

  • الإجراءات الفنية: وتشمل تطبيق وسائل التأمين والحماية في تصميم الوثائق والمستندات الرسمية، بما يتناسب مع طبيعة كل مستند وأهميته. وتتضمن هذه الإجراءات استخدام أوراق خاصة، علامات مائية، شعيرات أمنية، طباعة دقيقة، وغيرها من تقنيات منع التلاعب التي تُصعّب عمليات التزوير أو التزييف.
  • الإجراءات القانونية: تُعدّ جرائم التزوير والتزييف من الجرائم الجسيمة في القوانين الوطنية والدولية، لما تسببه من خلل في مصداقية المؤسسات وضرر بالمصلحة العامة. ولذلك، تنص التشريعات على عقوبات رادعة تشمل السجن المشدد والغرامات، خاصة إذا اقترن التزوير بوظيفة عامة أو تكرار للجريمة.
  • الإجراءات الأمنية (الشرطية): تقع على عاتق الأجهزة الأمنية مسؤولية متابعة حالات التزوير والكشف عنها في وقت مبكر، من خلال تتبّع العمليات المشبوهة وضبط المستندات المزيفة. وتُعد هذه المهمة من الأولويات في عمل رجال الشرطة، حيث يُكلف قسم متخصص بمكافحة التزوير ضمن جهاز الأمن العام، لرصد الجريمة، وملاحقة المتورطين، وتقديمهم إلى العدالة لضمان سيادة القانون.

تشكل هذه الإجراءات الثلاثة شبكة متكاملة تُسهم في منع وقوع الجرائم قبل حدوثها، وتُعزّز ثقة الأفراد والمؤسسات في مصداقية الوثائق والمعاملات.

وفي الختام، فإن إدراك الفرق بين التزييف والتزوير ليس مجرد ترف معرفي، بل ضرورة قانونية تمسّ حقوق الأفراد ومصداقية الوثائق والمعاملات. فالتزييف يُعدّ تحريفًا في الشكل، بينما التزوير هو تحريف في الجوهر. ومن هنا تأتي أهمية الرجوع إلى مختصين موثوقين لفهم أبعاد كل حالة قانونية، مثل ما توفره مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة من خبرة واسعة وتحليل دقيق لكل ما يختلط فيه الحق بالباطل.