مدة الاعتراض على الحكم الغيابي​

ما هي مدة الاعتراض على الحكم الغيابي​ في القانون السعودى؟

مدة الاعتراض على الحكم الغيابي هي أحد أبرز المواضيع التي تشغل بال الكثير من الأفراد ممن صدرت ضدهم أحكام دون حضورهم، خصوصًا إذا شعروا أن الحكم لا يعكس الحقيقة كاملة أو لم تُتح لهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم. في النظام القضائي السعودي، توجد مهلة زمنية محددة يستطيع من خلالها المحكوم عليه تقديم اعتراضه، وإذا فاتت هذه المهلة قد تُصبح الخيارات محدودة جدًا أو حتى منعدمة، ولهذا من الضروري معرفة التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالمدة والإجراءات القانونية المصاحبة لها.

في هذا السياق، يوفر الموقع الرئيسي لمجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة شرحًا قانونيًا موثوقًا ومفصلًا حول كل ما يخص مدة الاعتراض على الحكم الغيابي، إلى جانب تقديم الدعم القانوني اللازم لمن يواجهون هذا النوع من القضايا. إن الاعتراض في الوقت المناسب، وبالطريقة القانونية الصحيحة، قد يُحدث فارقًا جوهريًا في مسار القضية، لذا من المهم الاستعانة بذوي الخبرة لضمان استعادة الحقوق بأسرع وأفضل طريقة ممكنة.

ما هي المدة النظامية للاعتراض على الحكم الغيابي في السعودية؟مدة الاعتراض على الحكم الغيابي​

تُولي الأنظمة القضائية السعودية أهمية بالغة لتحديد مدة الاعتراض على الحكم الغيابي، باعتبارها أداة توازن بين تحقيق العدالة وضمان استقرار الأحكام القضائية. وتختلف هذه المدة باختلاف نوع القضية وطبيعة الحكم، حيث يمنح النظام للمحكوم عليه غيابيًا فرصة للطعن ضمن إطار زمني محدد، وبعده يُصبح الحكم نهائيًا ما لم تُقدَّم أسباب جوهرية تستدعي إعادة النظر.

فيما يلي بيان بأهم مدد الاعتراض حسب نوع القضايا:

  • القضايا الحقوقية: وفقًا لنظام المرافعات الشرعية، يجوز للطرف الغائب الاعتراض على الحكم خلال ثلاثين يومًا من تاريخ تبلغه بالحكم، وإذا لم يُقدَّم الاعتراض خلال هذه المهلة، يُعد الحكم نهائيًا غير قابل للطعن.
  • القضايا الجزائية: إذا صدر الحكم في قضية جنائية، تُحدد المهلة لتقديم الاعتراض بـ ثلاثين يومًا من تاريخ التبليغ. أما في القضايا المستعجلة، فتُمنح مهلة خمسة عشر يومًا فقط للاعتراض من تاريخ التبليغ.

ويُعتبر الحكم الغيابي نهائيًا بمجرد انقضاء المدة المحددة دون اتخاذ إجراء نظامي، مما يُغلق باب الطعن إلا إذا ظهرت مبررات قوية تدعو لإعادة النظر. ومن هنا، فإن الالتزام بالمواعيد النظامية يُعد عنصرًا حاسمًا في نجاح الاعتراض، ويُرسخ مبدأ التقاضي العادل وحماية الحقوق المشروعة.

خطوات الاعتراض على الحكم الغيابي وفق الأنظمة السعودية

يُعد الحكم الغيابي أحد القرارات القضائية التي تصدرها المحكمة في حال تخلّف أحد أطراف الدعوى عن الحضور دون تقديم عذر مشروع، أو في حال غياب من يمثله قانونيًا. ويأتي هذا الإجراء في إطار حرص القضاء السعودي على عدم تعطيل سير العدالة وضمان استمرارية الإجراءات القضائية دون تأخير.

ورغم صدور الحكم بغياب الطرف المعني، إلا أن النظام القضائي في المملكة العربية السعودية يمنحه الحق الكامل في الاعتراض عليه، وذلك استنادًا إلى ما تقرره أنظمة المرافعات الشرعية والإجراءات الجزائية. ويتم الاعتراض من خلال خطوات قانونية محددة، وهي:

  • تقديم طلب رسمي إلى المحكمة التي أصدرت الحكم الغيابي، على أن يتضمن هذا الطلب شرحًا دقيقًا للأسباب التي تدعو إلى إعادة النظر في القضية.
  • يجب أن يُبيّن الطلب مبررات الاعتراض، مثل عدم العلم بموعد الجلسة، أو التعرض لظروف قاهرة حالت دون الحضور.
  • إرفاق المستندات أو الأدلة التي تدعم تلك المبررات، وتُثبت أن الغياب لم يكن متعمدًا أو ناتجًا عن إهمال.
  • يشترط تقديم الاعتراض خلال المهلة القانونية المحددة؛ إذ إن تجاوز هذه المدة يُفضي إلى اعتبار الحكم نهائيًا غير قابل للطعن.
  • عقب تسلّم المحكمة لطلب الاعتراض، تُعيد النظر في القضية وتُحدد موعدًا لجلسة يُلزم بحضورها جميع الأطراف المعنيين لسماع دفوعهم.

هذا المسار الإجرائي يعكس حرص النظام القضائي السعودي على تحقيق العدالة المتوازنة، التي تُراعي حقوق جميع الأطراف وتكفل حق الدفاع والاعتراض ضمن الأطر القانونية المحددة.

نموذج نظامي لاعتراض على حكم غيابي مقدم من محامٍ متخصص في القضايا الجنائية

يُقدّم لكم نخبة المحامين الجنائيين لدى الموقع الرسمي لمجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة نموذجًا معتمدًا لطلب اعتراض على حكم غيابي، وفقًا لما تنص عليه الأنظمة القضائية المعمول بها في المملكة العربية السعودية، وذلك على النحو الآتي:

مقام المحكمة: ………………………………
في مدينة: ……………………………………

مقدم الطلب: ……………………………………
صفة مقدم الطلب: المدعى عليه في القضية رقم (………………)
العنوان: ……………………………………
رقم الهاتف: ……………………………………

الموضوع: طلب اعتراض على حكم غيابي

إلى مقام محكمتكم الموقرة،

أتقدم إليكم بهذا الطلب بصفتي المدعى عليه في القضية المشار إليها أعلاه، والتي صدر فيها حكم غيابي بتاريخ …/…/… عن محكمتكم الكريمة. وأُفيد بأنني لم أتمكن من حضور الجلسة المحددة للنظر في الدعوى، وذلك بسبب [يُذكر السبب بدقة، كعدم التبليغ أو وجود ظرف طارئ خارج عن الإرادة]. وقد أرفقت مع طلبي هذا ما يُثبت صحة الأسباب التي حالت دون حضوري.

تفاصيل الطلب:

رقم القضية: ………………………………

تاريخ الحكم: ………………………………

اسم المحكمة: ………………………………

أسباب الاعتراض:

عدم استلام تبليغ رسمي بحضور الجلسة وفق الإجراءات النظامية.

وجود أسباب قاهرة حالت دون الحضور، موثقة بالأدلة والمستندات المرفقة.

الطلب:
التمس من مقام محكمتكم الموقرة الآتي:

قبول الاعتراض شكلاً لموافقته المدة النظامية.

إعادة النظر في الحكم الغيابي الصادر بحقي.

تحديد موعد جديد لجلسة تُستدعى فيها جميع الأطراف لسماع دفوعهم.

المرفقات:

صورة من الحكم الغيابي.

المستندات المؤيدة لأسباب الاعتراض.

صورة من الهوية الوطنية.

مع خالص التقدير والاحترام،
اسم المعترض: ………………………………
التوقيع: ………………………………
التاريخ: …/…/…

للتعرف على الإجراءات القانونية الخاصة بالطعن في الأحكام الغيابية، تواصل مع الموقع الرئيسي: مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية، حيث نقدم لكم استشارات قانونية متخصصة ودعم كامل خلال جميع مراحل التقاضي.

سُبل الطعن النظامي في الأحكام الغيابية وفق الأنظمة السعودية

لفهم آلية الطعن في الأحكام الغيابية، لا بد أولًا من الوقوف على مفهوم الحكم الغيابي من منظور النظام القضائي السعودي. ووفقًا لما ورد في المادة 57 من نظام المرافعات الشرعية، فإن الحكم الغيابي يصدر عندما يتغيب المدعى عليه عن الجلسة الأولى دون أن يُبلّغ شخصيًا أو عن طريق وكيله. حينها، تؤجل المحكمة النظر في القضية إلى جلسة لاحقة يتم فيها تبليغه مجددًا. فإذا لم يحضر كذلك الجلسة الثانية، دون عذر مشروع، ودون أن يثبت تبليغه النظامي، فللمحكمة أن تصدر حكمها في غيبته.

ويُعد الحكم الغيابي خيارًا قضائيًا لضمان عدم تعطيل الإجراءات، ولا يُعتبر بحال من الأحوال حرمانًا للمحكوم عليه من حقوقه النظامية؛ بل أتاح له النظام السعودي الطعن في الحكم الغيابي بعدة وسائل قانونية نوضحها كما يلي:

أولًا: المعارضة

نصّت المادة 60 من نظام المرافعات الشرعية على أن للمدعى عليه الذي صدر بحقه حكم غيابي، الحق في تقديم طلب معارضة لدى المحكمة ذاتها التي أصدرت الحكم، وذلك خلال المدة النظامية من تاريخ التبليغ الرسمي بالحكم، سواء تم التبليغ له شخصيًا أو لوكيله النظامي.

ويُقدّم الاعتراض بموجب مذكرة قانونية تُرفع وفق ذات إجراءات رفع الدعوى، ويجوز للمعترض أن يطلب ضمن المذكرة إيقاف تنفيذ الحكم مؤقتًا، خاصة إذا كان التنفيذ قد يترتب عليه أضرار جسيمة يصعب تداركها. ويُوقف التنفيذ فعليًا إذا قضت المحكمة بإلغاء الحكم الغيابي بناءً على ما يظهر لها من أسباب جوهرية.

ثانيًا: الاستئناف

ويُعد من الطرق القانونية للطعن في الأحكام، ويُقدّم بمذكرة تُودع لدى المحكمة التي أصدرت الحكم لتقوم بإحالتها إلى محكمة الاستئناف. وتُراجع المحكمة الاستئنافية الحكم الصادر، ولها صلاحية النظر فيه مرافعة أو تدقيقًا، ومن ثم تصدر قرارها إما بتأييد الحكم أو بنقضه كليًا أو جزئيًا مع إعادة النظر فيما تم نقضه.

ثالثًا: النقض أمام المحكمة العليا

وهو وسيلة استثنائية للطعن تُمارَس عند وجود خلل قانوني أو مخالفة شرعية في الحكم الغيابي الصادر عن محكمة الاستئناف. وتخضع هذه الوسيلة لشروط محددة وردت في المادة 193 من نظام المرافعات الشرعية، ومنها:

مخالفة الحكم لأحكام الشريعة الإسلامية أو الأنظمة المرعية.

صدور الحكم عن محكمة غير مختصة أو مشكلة بطريقة غير نظامية.

وجود خطأ في تكييف الواقعة أو وصفها القانوني.

رابعًا: التمس إعادة النظر

تُعد هذه الوسيلة متاحة في الأحكام النهائية، بما في ذلك الأحكام الغيابية، وذلك عند تحقق حالات معينة نصّت عليها المادة 200 من نظام المرافعات الشرعية، ومن بينها صدور الحكم غيابيًا، شريطة تقديم التماس مدعم بالأدلة التي تُبرر إعادة النظر.

المدد النظامية للاعتراض على الأحكام الغيابية في السعوديةمدة الاعتراض على الحكم الغيابي​

يمنح النظام القضائي في المملكة العربية السعودية الحق للمحكوم عليه غيابيًا في الاعتراض على الحكم خلال مدة زمنية محددة، تختلف بحسب نوع الدعوى والإجراء المتبع في الطعن. ووفقًا لنظام المرافعات الشرعية، تُحدد المهلة الأصلية للاعتراض على الحكم الغيابي بثلاثين (30) يومًا تبدأ من تاريخ تبليغ المحكوم عليه شخصيًا أو تبليغ وكيله النظامي.

وتسري هذه المهلة سواء تم الاعتراض عبر الاستئناف، أو النقض، أو التماس إعادة النظر، على أن يُراعى ما يلي:

  • في الأحكام الصادرة في القضايا المستعجلة، يُختصر الأجل النظامي إلى: 10 أيام لتقديم طلب الاستئناف. 15 يومًا لتقديم طلب النقض.

ويُعد تجاوز هذه المدد النظامية سقوطًا لحق الاعتراض، ويُصبح الحكم الغيابي نهائيًا ونافذًا، ما لم يُوجد مبرر قانوني يُجيز إعادة فتح باب الاعتراض ضمن الشروط المنصوص عليها.

ملاحظة هامة بخصوص القضايا الجزائية

تخضع الأحكام الغيابية في القضايا الجنائية لتنظيم خاص ورد في المادة 140 من نظام الإجراءات الجزائية، حيث تنص على أنه:

  • إذا لم يحضر المتهم المكلف بالحضور في الموعد المحدد، ولم ينيب عنه وكيلًا في الحالات التي يجيزها النظام، يقوم القاضي بسماع دعوى المدعي وتوثيق البينات المقدمة في محضر القضية، إلا أنه لا يجوز له إصدار الحكم إلا بعد حضور المتهم شخصيًا.
  • وفي حال تغيب المتهم دون عذر مشروع، يجوز للمحكمة إصدار أمر توقيف بحقه لضمان مثوله أمام القضاء، دون أن يُفقده ذلك حقه في الدفاع عن نفسه عند حضوره.

ماذا يحدث بعد تقديم الاعتراض على الحكم الغيابي في السعودية؟

عند تقديم لائحة اعتراض على حكم غيابي، تنظر المحكمة المختصة – سواء كانت محكمة الاستئناف أو المحكمة العليا بحسب نوع القضية – في الاعتراض من حيث الشكل أولًا، أي التحقق من استيفائه للشروط القانونية وتقديمه ضمن المدة النظامية (30 يومًا من تاريخ صدور الحكم أو تبليغه). فإذا تم قبوله شكلاً، تنتقل المحكمة إلى دراسة موضوع الاعتراض وتصدر أحد القرارات التالية:

  • تأييد الحكم الابتدائي بالكامل، مما يجعله حكمًا نهائيًا واجب النفاذ.
  • إلغاء جزء من الحكم وتأييد الجزء الآخر، بناءً على ما يتضح من حيثيات الاعتراض.
  • إلغاء جزئي مع تعديل الحكم، خاصة في حال ظهور وقائع أو أدلة جديدة من شأنها التأثير على النتيجة.
  • نقض الحكم الابتدائي كليًا، والحكم بالبراءة أو إصدار حكم جديد مختلف جوهريًا.

ويُشترط لقبول الاعتراض:

  • أن يُقدَّم خلال المهلة النظامية وهي 30 يومًا من تاريخ الحكم أو التبليغ به.
  • أن يُقدَّم بصيغة نظامية واضحة عبر نموذج رسمي مستوفٍ لجميع الشروط الشكلية والموضوعية.

في النهاية، تُعد مدة الاعتراض على الحكم الغيابي عنصرًا حاسمًا لا يمكن التغافل عنه، فالمعرفة الدقيقة بالمهلة القانونية والإجراءات المطلوبة قد تُغير مسار الحكم بالكامل. لذلك، إذا كنت في موقف يستدعي تقديم اعتراض، فلا تتردد في اتخاذ الخطوة بسرعة ووعي، واستعن بذوي الخبرة لضمان حفظ حقوقك. 

ويمكنك دائمًا الرجوع إلى الموقع الرئيسي لمجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة للحصول على استشارات قانونية دقيقة ومساعدة متخصصة تضمن لك اتخاذ القرار القانوني السليم في الوقت المناسب.