عقوبة تزوير العقود​

كل ما تحتاج معرفته عن عقوبة تزوير العقود​ في السعودية 

عقوبة تزوير العقود تُعد من أخطر الجرائم التي تهدد الثقة في التعاملات القانونية والمالية، إذ إن تزوير عقدٍ واحدٍ قد يدمّر حقوقًا ويزعزع استقرار المجتمع. لذلك شدّد النظام السعودي على معاقبة المزورين بالسجن والغرامة، حمايةً للعدالة وصونًا للحقوق. وتؤكد مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية أن خطورة تزوير العقود لا تكمن في الورق المزوّر فحسب، بل في ما يترتب عليه من آثار قانونية وأخلاقية جسيمة، مما يجعل مواجهته واجبًا قانونيًا ومجتمعيًا لضمان نزاهة المعاملات واستقرار الثقة بين الأفراد والمؤسسات.

عقوبة تزوير العقود في السعودية وأنواع قضايا تزوير العقود عقوبة تزوير العقود​

تزوير عقود التوكيلات

في مكة المكرمة، أقدم شخص على تزوير عقد توكيل يتيح له التصرف في ممتلكات الغير دون إذنهم، واستغل التوكيل لبيع عقارات لا يملكها. انتهت القضية بالحكم عليه بالسجن 8 سنوات وتغريمه مليون ريال سعودي، نظرًا لجسامة الفعل وما سببه من استيلاء غير مشروع على أموال الغير.

تزوير عقود القروض والتمويل

في قضية تم تداولها بالمملكة، ثبت قيام شخص بتزوير عقد قرض لتقديمه إلى أحد البنوك بغرض الحصول على تمويل بطرق غير مشروعة، مما تسبب في خسائر مالية للمصرف. صدر بحقه حكم بالسجن 6 سنوات وغرامة قدرها 500,000 ريال سعودي.

تزوير العقود الإلكترونية

مع انتشار المعاملات الرقمية، برزت قضايا تزوير العقود الإلكترونية باستخدام توقيعات رقمية مزيفة. ففي الرياض، حُكم على أحد المتهمين بالسجن 5 سنوات وتغريمه 3 ملايين ريال سعودي بعد ثبوت استخدامه توقيعًا إلكترونيًا مزورًا في صفقة تجارية عبر الإنترنت.

تزوير عقود الشراكة التجارية

في جدة، قام أحد الشركاء بتزوير عقد شراكة لزيادة نسبته في رأس المال والحصول على أرباح إضافية، مما أدى إلى نزاع قضائي انتهى بسجنه 4 سنوات وإلزامه بدفع تعويض قدره مليوني ريال سعودي لشريكه المتضرر.

تزوير عقود بيع العقارات

من أبرز القضايا، قيام أحد الأشخاص في الرياض بتزوير عقد بيع عقار بهدف بيعه لطرف ثالث دون علم المالك الحقيقي. وبعد اكتشاف الجريمة، صدر بحقه حكم بالسجن 7 سنوات وغرامة 500,000 ريال سعودي، مع إعادة العقار إلى مالكه الأصلي.

تزوير عقود العمل

في الدمام، أُدينت شركة بتزوير عقود عمل لتوظيف عمالة غير نظامية، وقد فرضت عليها الجهات المختصة غرامة مالية قدرها مليون ريال سعودي مع إيقاف نشاطها التجاري لخرقها الأنظمة.

تزوير عقود الإيجار

شهدت محكمة جدة قضية تزوير عقد إيجار تضمن بيانات مالية غير صحيحة، حيث عمد المستأجر إلى تعديل قيمة الإيجار لتقليل المبلغ الشهري. انتهت القضية بإدانته بالسجن 3 سنوات وإلزامه بتعويض المؤجر عن الأضرار المترتبة.

تزوير عقود الزواج

في الرياض، تمت إدانة شخص بتزوير عقد زواج بغرض تعديل بيانات تتعلق بالعمر والحالة الاجتماعية لاستخدامه في معاملات رسمية. وصدر بحقه حكم بالسجن 5 سنوات وغرامة 200,000 ريال سعودي، مع إبطال العقد المزور.

هذه الأمثلة تعكس بوضوح أن القضاء السعودي يتعامل مع تزوير العقود بكل حزم، إدراكًا لخطورة هذه الجريمة على الثقة المجتمعية واستقرار المعاملات. 

لمزيد من المعلومات والاستشارات الدقيقة حول عقوبة تزوير العقود يمكنكم التواصل مع مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية، المتخصصة في القضايا الجنائية والدفاع عن الحقوق وفقًا لأعلى المعايير القانونية في المملكة.

حكم التزوير في أوراق رسمية 

أولًا: تزوير المحررات الملكية والرسمية العليا

جاءت المادة العاشرة من النظام لتقرر أن من يزوّر أي محرر منسوب إلى الملك أو ولي العهد أو رئيس مجلس الوزراء أو أحد نوابه يُعاقب بالسجن من ثلاث إلى عشر سنوات، إضافةً إلى غرامة مالية تصل إلى مليون ريال سعودي. ويعكس ذلك حرص المشرّع السعودي على صون مكانة القيادة العليا ومنع أي عبث يمس هيبة الدولة ورمزيتها.

ثانيًا: تزوير السندات والأوراق ذات القيمة

حددت المادة الحادية عشرة عقوبة من يزوّر السندات أو الأوراق المالية الصادرة عن الخزينة العامة بالسجن من سنتين إلى سبع سنوات، وبغرامة لا تتجاوز مليون ريال سعودي، مع إلزام الجاني بردّ المبالغ المفقودة التي لحقت بالخزينة. وتأتي هذه العقوبة لحماية النظام المالي العام وضمان استقراره.

ثالثًا: تزوير المحررات من قبل الموظف العام

أقرت المادة الثانية عشرة أن أي موظف عام يزوّر محررًا يتعلق بعمله يُعاقب بالسجن من سنة إلى سبع سنوات، وغرامة مالية لا تزيد على سبعمائة ألف ريال سعودي، نظرًا لخطورة خيانة الأمانة الوظيفية وكونها تمس جوهر الثقة في المؤسسات الحكومية.

رابعًا: تزوير الأوراق التجارية والمالية والمصرفية

نصّت المادة الثالثة عشرة على أن من يزوّر الأوراق التجارية أو المصرفية أو وثائق التأمين يُعاقب بالسجن من سنة إلى خمس سنوات، مع غرامة مالية تصل إلى أربعمائة ألف ريال سعودي. وتستهدف هذه العقوبة حماية النشاط التجاري والمصرفي وضمان سلامة المعاملات الاقتصادية داخل المملكة.

أركان جريمة التزوير في النظام السعودي

تتكوّن هذه الجريمة من ركنين أساسيين هما:

أولًا: الركن المادي لجريمة التزوير

يقوم الركن المادي على ثلاثة عناصر مترابطة: الفعل الإجرامي، العلاقة السببية، والنتيجة الجرمية.

الفعل الإجرامي: هو كل تصرف مادي يقوم به الجاني لتحريف الحقيقة في محرر رسمي أو عرفي، سواء بالحذف أو الإضافة أو التعديل أو الإنشاء الكاذب لمحرر جديد. ويكمن جوهر الفعل في تغيير مضمون الوثيقة مع الحفاظ على مظهرها السليم لإيهام الغير بصحتها وتحقيق هدف غير مشروع.

العلاقة السببية: تتحقق العلاقة السببية عندما تكون النتيجة الجرمية ناتجة بشكل مباشر عن فعل الجاني. فإذا قام شخص بالتزوير واستعمل آخر الورقة المزورة وهو يعلم بأمرها، فإن فعله الأخير يُعد استعمالًا لمحرر مزور وليس تزويرًا بحد ذاته، مما يحدد نطاق مسؤوليته القانونية بدقة.

النتيجة الجرمية: تتمثل في تحقيق التغيير الفعلي للحقيقة داخل المحرر بما يؤدي إلى خلق واقع قانوني أو اجتماعي مزيف يضر بالأشخاص أو بالمصلحة العامة. وتكمن خطورة النتيجة في أثرها المباشر على الثقة العامة ومصداقية الوثائق والمعاملات.

ثانيًا: الركن المعنوي لجريمة التزوير

لا يكتمل التزوير إلا إذا اقترن بالفعل المادي بنية جرمية واضحة وقصد جنائي صريح، لأن التزوير لا يقع بخطأ أو إهمال بل بإرادة واعية ومتعمدة.

القصد الجنائي: يتحقق القصد الجنائي عندما تتجه إرادة الجاني إلى تحقيق نتيجة التزوير عمدًا، مع علمه بأن فعله مخالف للقانون، وسعيه لتحقيق منفعة مادية أو معنوية أو اجتماعية بوسيلة غير مشروعة. إنه إصرار على تغيير الحقيقة لتحقيق غاية محددة.

النية الجرمية: تتحقق النية الجرمية بمجرد أن يدرك الجاني عدم مشروعية سلوكه وتقدم عليه بإرادة كاملة، مدركًا عواقبه القانونية والأخلاقية، وراغبًا في تنفيذ الفعل رغم معرفته بخطورته. فهي تجسيد لسوء النية المقترن بالفعل الإجرامي.

ومن خلال اجتماع الركن المادي والمعنوي، تتكامل أركان جريمة التزوير في النظام السعودي، لتُبنى عليها المسؤولية والعقوبة وفقًا لطبيعة الفعل ونتيجته، تأكيدًا لحرص المملكة على حماية الثقة العامة وصون العدالة من أي عبث أو تحريف للحقيقة

كيف يتم إثبات جريمة التزوير في النظام السعودي؟عقوبة تزوير العقود​

يتم إثبات جريمة التزوير من خلال وسائل الإثبات المعتمدة في نظام الإجراءات الجزائية، والتي تهدف إلى التحقق من حقيقة الوثائق محل الاتهام وكشف التلاعب أو التحريف فيها. ومن أبرز هذه الوسائل:

الخبرة الفنية: يتم فحص الوثائق محل الشبهة بواسطة خبراء متخصصين في الأدلة الجنائية لتحديد ما إذا كانت أصلية أو مزوّرة، من خلال تحليل نوع الحبر، أو الورق، أو تقنيات الطباعة، أو أدوات التعديل المستخدمة

تحليل التوقيعات والبصمات وخط اليد: تُستخدم تقنيات علمية متقدمة لمطابقة التواقيع والبصمات وخطوط الكتابة بين المستندات، وذلك لتحديد مدى صحة نسبتها إلى أصحابها الفعليين.

شهادة الشهود: يُعتدّ بشهادة الأشخاص الذين حضروا عملية التزوير أو لديهم علم مباشر بها، لتدعيم الأدلة المادية والفنية.

إقرار الجاني: يُعد اعتراف المتهم بأفعاله أقوى وسائل الإثبات، متى كان صادرًا بإرادة حرة غير مشوبة بإكراه، حيث يعزز قناعة المحكمة بثبوت الجريمة.

متى تسقط جريمة التزوير في النظام السعودي؟

تسقط جريمة التزوير بمرور عشر سنوات من تاريخ ارتكابها دون اتخاذ إجراءات قضائية، وفقًا لمبدأ التقادم المعتمد في بعض الجرائم. ويُقصد بذلك أن الدعوى الجزائية تنقضي بانتهاء هذه المدة، ما لم يكن قد صدر حكم أو تم اتخاذ إجراء يقطع سريان التقادم.

ويهدف هذا النظام إلى تحقيق الاستقرار القانوني وتفادي بقاء القضايا مفتوحة إلى أجل غير مسمى، مع الحفاظ على حق الدولة والمجتمع في ملاحقة الجناة خلال المدة المحددة.

الحق الخاص في قضايا التزوير في النظام السعودي

يُعد الحق الخاص في قضايا التزوير من الركائز الأساسية لتحقيق العدالة في النظام السعودي، إذ يهدف إلى تعويض الأفراد المتضررين من جريمة التزوير ماديًا ومعنويًا عمّا لحق بهم من أضرار نتيجة العبث بالمحررات أو استغلال التوقيعات والأختام بطرق غير مشروعة. 

أولًا: كيفية المطالبة بالحق الخاص

يُمنح المتضرر من جريمة التزوير خيارين قانونيين:

  • رفع دعوى الحق الخاص أمام المحكمة الجزائية المختصة بالتزامن مع نظر قضية التزوير الأصلية.
  • تقديم دعوى تعويض مستقلة أمام القضاء العام، متى رأى أن ذلك تضمن له حماية أفضل لحقوقه واسترداد كامل خسائره.

وتتولى المحكمة المختصة تقدير التعويض المستحق بناءً على الأدلة المقدمة، وطبيعة الضرر، ومدى ارتباطه المباشر بجريمة التزوير.

ثانيا: أهمية الحق الخاص في تحقيق العدالة

يعكس هذا النظام توازن العدالة بين الحق العام والحق الخاص؛ فالحق العام تمثّله الدولة في ملاحقة المجرم وردعه، بينما الحق الخاص يُجسّد إنصاف الفرد المتضرر وجبر ضرره المادي والمعنوي. وبذلك يحقق النظام السعودي رؤية شاملة للعدالة، تقوم على ردع الجاني، وإنصاف الضحية، وحماية الثقة العامة في المعاملات القانونية والمحررات الرسمية.

عقوبة التزوير في السعودية للاجانب

أولًا: العقوبات الأساسية على الأجانب في قضايا التزوير

وفقًا لأحكام النظام، فإن مرتكب جريمة التزوير — سواء كان سعوديًا أو غير سعودي — يُعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاث إلى عشر سنوات، بالإضافة إلى غرامة مالية تتراوح بين 100,000 و500,000 ريال سعودي، تبعًا لخطورة الجريمة ونوع الوثيقة المزورة والغرض منها.

ثانيًا: تشديد العقوبة في القضايا التي تمس المصلحة العامة

إذا كان فعل التزوير موجّهًا نحو الإضرار بمصالح الدولة أو المساس بالأمن العام أو النظام المالي الوطني، فإن العقوبة تُشدد لتصل إلى السجن لمدة تصل إلى عشرين سنة، مع غرامة مالية تتراوح بين 500,000 ومليون ريال سعودي. ويأتي هذا التشديد لحماية السيادة الوطنية وردع أي فعل يهدد سلامة الوثائق الرسمية أو الثقة العامة في مؤسسات الدولة.

الأنواع المختلفة لقضايا التزوير والعقوبات المقررة في النظام السعودي

تنوع صور التزوير وفق نوع الوثيقة أو الغرض من الجريمة، كما يلي:

التزوير في الهوية الشخصية

يتعلق بانتحال شخصية الغير أو تغيير البيانات الشخصية في الوثائق الثبوتية مثل الاسم أو تاريخ الميلاد أو الرقم الوطني، لتحقيق مكاسب مادية أو اجتماعية غير مستحقة.

العقوبة: السجن من ثلاث إلى سبع سنوات، بالإضافة إلى الغرامة المالية، تبعًا لحجم الضرر ونتائج الجريمة.

التزوير في البيانات والسجلات المالية

يتضمن التلاعب في القوائم أو التقارير المحاسبية للشركات والمؤسسات بهدف تضليل الجهات الرقابية أو تحسين الوضع المالي الوهمي للشركة. وهو من أخطر أنواع التزوير التجاري.

العقوبة: السجن من سنتين إلى سبع سنوات، وغرامة تصل إلى مليون ريال سعودي، إلى جانب الحرمان من مزاولة النشاط التجاري لفترة محددة.

التزوير الإلكتروني

وهو الصورة الحديثة من جرائم التزوير التي تعتمد على استخدام الوسائل التقنية وشبكات الإنترنت لتغيير أو اصطناع المستندات الرقمية، أو تزوير التواقيع الإلكترونية وسرقة الهوية الإلكترونية.

العقوبة: السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، وغرامة مالية لا تتجاوز ثلاثة ملايين ريال سعودي، وفقًا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية.

عقوبة تزوير التوقيع في السعودية

تنص المادة التاسعة من النظام على أن من يثبت عليه تزوير توقيع شخص آخر — سواء على محررات رسمية أو عرفية — يُعاقب بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، وبغرامة مالية لا تتجاوز 300,000 ريال سعودي، أو بإحدى هاتين العقوبتين وفق تقدير المحكمة.

وتشمل الجريمة كل من قلّد توقيعًا، أو عدّل عليه، أو نسبه إلى غير صاحبه بقصد الإضرار أو تحقيق منفعة شخصية، إذ يُعد ذلك انتهاكًا مباشرًا للنظام العام واعتداءً على الحقوق الشخصية والمالية للغير. وتتعامل الجهات القضائية مع هذه القضايا بمنتهى الحزم، نظرًا لما يترتب عليها من آثار خطيرة قد تمتد إلى إفساد العقود، أو التلاعب بالتصاريح، أو الاحتيال المالي.

الأسئلة الشائعة 

هل يمكن الإعفاء من عقوبة التزوير في النظام السعودي؟

نعم، يمكن للمحكمة إعفاء الجاني من العقوبة إذا بادر بالإبلاغ عن الجريمة قبل اكتشافها أو قبل استعمال المستند المزور، أو إذا تعاون بعد اكتشافها وأرشد السلطات إلى باقي المتورطين وسهّل القبض عليهم، وفق المادة (25) من النظام الجزائي لجرائم التزوير.

ما هي عقوبة التزوير على المنشآت في السعودية؟

وفق المادة (23) من النظام الجزائي لجرائم التزوير، تُعاقب المنشأة الخاصة التي يثبت أن أحد منسوبيها أو مديريها ارتكب التزوير لمصلحتها وبعلمها بغرامة تصل إلى 10 ملايين ريال، مع الحرمان من التعاقد مع الجهات العامة لمدة من سنتين إلى خمس سنوات، دون الإخلال بالعقوبات المقررة على مرتكب الجريمة نفسه.

ختامًا، فإن عقوبة تزوير العقود ليست مجرد إجراء رادع، بل رسالة واضحة بأن النظام السعودي لا يتهاون مع من يعبث بالثقة والعدالة. فصون العقود هو صونٌ لحقوق الأفراد واستقرار المجتمع بأسره. وتؤكد مجموعة المحامي سعد الغضيان للمحاماة والاستشارات القانونية أن الوعي القانوني والالتزام بالشفافية هما السلاح الأقوى للوقاية من هذه الجريمة، لأن العدالة تبدأ من احترام الكلمة الموقّعة والعهد الموثّق.